رياض الواصلين >> الاسئلة و الاجوبة >> من معاني مقام الصديقية

13 يونيو 2019 23:32


سئل سيدي علي الصوفي في يناير 2015
عن معاني مقام الصديقية إذا كان له ما يقوله في ذلك
فأجاب بما نصه :
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله تعالى وسلّم على اشرف المرسلين وآله وصحبه أجمعين

مقام الصدّيقية مرتبة عالية ودرجة من صدق الصفاء سامية كأي مقام ومرتبة في الدين لا يمكن بيان معانيها على وجهها المرغوب وشأنها المطلوب كأي فضل وحال موهوب أو لأحد مقدرة على شرح نزر قليل من أحوالها وتقييد سطر من وصف علومها وأفضالها إلاّ لعبد اصطفاه الله تعالى بالمدد العظيم وفتح على قلبه بالسرّ العميم فولج ذاك المقام دون سائر الأنام فعاين ما في هاتيك الخيام


وبما أنّي العبد الفقير أعترف وأقرّ كوني ما وقفت إلاّ جاهلا ذليلا في استلهام أصناف من أصداف مثل تلك العلوم وما يثلج الصدر من بوارق حقائق برد الفهوم من حضرة العليّ العليم العزيز الحكيم سائلا أن يشرح صدري وينير قلبي في فهم بعض من معاني تلك المرتبة العليّة والدرجة العالية السنيّة فتلى لسان الإحسان من وهب المحسن المنان ما تراه مقيّدا في هذه الطروس حيث تزفّ عند موائد الأفراح بهجة كلّ عروس


فاعلم أيّها الصفيّ الوليّ الفتى الملكوتي أنّ درجات الكمّل من الرجال أهل كمال الخصال منازل كثيرة ومقامات منيرة كالكواكب في السماء والنجوم في العلى تعانق الأقمار والشموس فعرف كلّ واحد منهم مقامه حيث مُقامه النفيس فحنّ إليه فدعا به كما دعا جامع الأحوال والمقامات والباقي في وصف الأسماء والصفات سيّد الوجود صلى الله عليه وسلّم وسأل منّا الدعاء له بالدرجة العالية الرفيعة والمقام المحمود الذي لا ينبغي لسواه حيث مبتغاه ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )


فأخبر المولى عزّ وجلّ عن حتمية رضا سيّد الوجود ومفتاح حضرة الشهود في مظاهر وبواطن الوجود صلى الله عليه وسلّم كما دعا من قبله سيّدنا سليمان عليه السلام سائلا مفاتيح الملك ومفاتح الحكمة ( قَالَ رَبّ اِغْفِرْ لِي وَهْب لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) ودعا سيّدنا موسى لأخيه هارون عليهما السلام بالسرّ المقام في أهل المدام فقال ( وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) إذ دعا كلّ نبيّ أن يصل إلى مَقَامه ويحلّ في مُقَامه كلّ هذا تنبيها على وظائف المقامات وفي القياس مفاهيم وغواني ترانيم فلا تكن في سؤالك وطلبك مثل إبليس لعنه الله تعالى فيكون نصيبك من تسوّر محراب المقامات التدليس والتلبيس بكلّ فهم خسيس إذ لا تُسأل المقامات بأهواء النفوس ودواعي الهوس فما المقامات في الحقيقة إلاّ محض فضل سابق بوهب لاحق فرع شجره خفّاق في سماء الخصوصية حيث بُذِر في عالم الذرّ أصله في أرض العبودية


هذا كي تعلم أنّ مقام الصدّيقية ليس على مثال واحد وحال واحد بل الصدّيقية حضرة لسان صدق علّيا فالصدّيقية في أخصّ خصائصها ونعتها هي إسم جامع لدرجة الفردانية فأغلب الصدّيقين كانوا أفرادا إذ لا يقابل الفرد غير القطب ولا يحصل التناظر في المناظر إلا بينهما إذ لا حكم لأحد منهما على الآخر كموسى مع الخضر بينما حكم موسى على أخيه هارون إذ أخذ برأسه ولحيته لذلك قال تعالى في معرض النهي عن عبادة عيسى وأمّه عليهما السلام حيث قال ( مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) فذكر تعالى هنا مقام رسلية الرسل التي هي كالقطبية متى قابلتها الفردانية أو النبوّة متى قابلتها الصديقية التي يمثّلها عيسى ومقام الفردانية التي تمثّلها أمّه مريم عليهما السلام إذ قد يقع الشرك بالله تعالى بهاتين المرتبتين حيث تثبت المرتبة الأولى التي هي الفردانية مشهد الوجود بينما تثبت مرتبة القطبانية مشهد الشهود فكان مشهد الأقطاب مشهد وحدة شهود بينما مشهد الأفراد غالبا مشهد وحدة وجود بمعناه الصحيح المستقيم


والكلّ على بيّنة من ربّهم وإنّما حصل النفع من مرتبة القطبانية أكثر من مرتبة الفردانية لما لها من مطالب كمطالب الرسلية كونها وارثتها كما قال تعالى ( اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) إذ جاء الرسل بالتوحيد لذلك صار التنافر بين القطب موسى والفرد الخضر إذ لا تحتمل علوم الفرد النزول تحت حكم غيره في حضرته فكان الخضر متجرّدا لا علاقة له بظاهر الكائنات ولا مخالطة البشريات لذلك كان عند مجمع البحرين عاكفا : مجمع حكمة حقائق الوجود ومجمع علم شرائع الشهود فقال من حيث حقائق الوجود عند خرق السفينة ( أردت ) وفي التوسّط عند قتل الغلام ( أردنا ) وفي النهاية عند بناء الجدار ( أراد ربّك ) فعدّد مراتب أفعال الوجود من حيث الفناء في الأسماء ثمّ من حيث الفناء في الصفات ثمّ من حيث شهود الذات


فذكر من الأفعال ثلاثة أفعال : جمع ثمّ فرد ثمّ مثنّى فذكر الفرد الأوّل الذي هو الغلام كونه نتج عن مثنّى هما أبويه المؤمنين بينما الفرد الثاني هو أبو اليتيمين حيث كانا مثنّى نتجا من فرد هو أبوهما بينما ذكر جمع أهل السفينة من حيث الكثرة فكانت كثرة في البداية ثمّ انتقلت إلى حالة وحدة فردية الغلام ثمّ انتقلت إلى أثنينية اليتيمين في مقام الإحسان فصحّ هذا المشهد الأخير من حيث الفناء والبقاء اللذان هما الوجود والشهود فنظر الخضر إلى الوجود فذكر الحكمة لكون مشهد وحدة الوجود يعطي ذكر مشهد الحكمة بينما نظر موسى إلى الشهود فذكر مشهد الحكم فكان يذكر علّة أفعال الخضر كقوله ( أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ ) لم يذكر الغلام وإنّما ذكر حكم قتل النفس أنّه لا يكون إلاّ بالنفس وهذا مشهد شهودي وليس وجودي كالخضر الذي قال ( وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ) فصرّح بذكر وجود الغلام فقتله للتخلّص من هذا الوجود الكفري وقد كانت علوم الشيخ الأكبر ومعارفه من حيث وحدة الوجود وهو مذهب الفناء في الصفات


قلت :


مرتبة الصدّيقية : من مقام الفردانية وهي أنواع وأحوال فليس صدّيقية مريم عليها السلام ( وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ) كصدّيقية سيّدنا إبراهيم عليه السلام ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) ولا صدّيقية سيّدنا إبراهيم عليه السلام في نفس مستوى صدّيقية سيّدنا إدريس عليه السلام (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) ولا صدّيقية سيّدنا إدريس عليه السلام كصدّيقية سيّدنا يوسف من كلّ وجه ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيق ُ ) )
وسنأتي على بيان كثير من هذه المراتب إن شاء الله تعالى


بالنسبة لمقام القطبانية يقابلها كما قدّمنا مقام الفردانية فمتى قابلنا القطابة بالرسلية قابلنا الفردانية بالصدّيقية ومتى وصلنا الصدّيقية بأقرب تسلسل إليها صعودا وصلناها بمرتبة النبوّة كما قال تعالى ( فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَرَفِيقًا ) وكما قال تعالى في وصف غير واحد من الأنبياء ( إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا ) لأنّ درجة الصدّيقية حالها صفاء ومقامها علم فليست لهذه الدرجة التي هي الصدّيقية متى كملت غير الولادة لذلك حملت مريم بعيسى الرسول فأنجبته من غير طريق العادة والسبب من حيث التزاوج بين الذكر والأنثى لكون مرتبة الفردانية مرتبة ذكورية بالأساس فقد يكون الفرد لا ميل له إلى الزواج الذي هو في شرعنا سنّة فلو حدث وقد حدث كثيرا وتزوّج الفرد سبعين إمرأة لما رزق إلاّ بأولاد ذكور غالبا


فخرج وصف ذكورية مريم في غيرها الذي هو ابنها عيسى فكانت مريم كالواسطة بين عيسى وبين جدته إمرأة عمران متى علمت بفردانيتها حيث أشارت إمرأة عمران بقولها ( قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ ) فأشارت من حيث الإسم ( مريم ) إلى وضع اسرارها وأحوالها في هذا الإسم لذلك سمّى الله تعالى لها ولدها من مريم كما قال تعالى ( إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ) فسمّت إمرأة عمران بنتها كي يسمّي الله تعالى لها إبنها وكانت عليها السلام عالمة عارفة حيث أشارت بميلاد عيسى من غير طريقته الطبيعية حيث قالت ( وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) فنسبت الذريّة إليها كون الذرية في الأصل تنسب للرجل وما يدريها بحصول الذرية منها وما يدريها بزواجها فتنبّه


لكنّها كنّت ولم تصرّح بعيسى بل أجملت عيسى في الذريّة بصيغة الجمع لذلك قال سيّد الوجود صلى الله عليه وسلّم ( ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه ) بينما كانت فردانية سيّدنا زكرياء كما صرّح ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) لكون الأفراد غالبا لا يتزوّجون فإن تزوّجوا غالبا لا ينجبون كسيدي أحمد العلاوي وقد كان عيسويّ الحال فردا في المقام قطبا في التربية والترقية رضي الله عنه وإن أنجبوا فلا ينجبون غالبا غير الذكور فلمّا سأل زكرياء الولد الذكر لميراث علومه وأحواله بعد أن سأل الخروج من حالة مقام الفردانية إلى مقام القطبانية ( رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ )


بشّرته الملائكة بيحيى الفرد عليه السلام حيث كان حصورا تنبيها لنا لفهم المقامات والأحوال وهو الذي يشتهي النساء وله القدرة على الزواج ولا يتزوّج فأغلب الأنبياء دعوا ربّهم للخروج من مقامات الفردانية التي هي الصديقية قبل نبوّتهم وبعدها فدعوا بالذرية الصالحة وفي حكاية سيدنا إبراهيم عليه السلام حيث قال ( رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ) فرزقه الله تعالى في شيخوخته بولدين الأوّل حليم والثاني عليم لذلك قال تعالى في سيّدنا إسماعيل عليه السلام ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚإِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا ) فما ذكر كونه صدّيقا نبيّا بل رسولا نبيّا فحلّت الرسلية مقام الصدّيقية


فمن حيث كون الصديقية من عائلة الصدق والتصديق والمصداقية فسنأتي على بيان ذلك لأن هذه أحوال جامعة تحصل لكلّ صدّيق ويشترك فيها كلّ كامل من المؤمنين إذ لا ينال مقام الصدّيقية إلاّ بكمال الصدق والتصديق وليس يعني هذا أنه من لم يسمّ أو ينعت أو يوصف بالصدّيقية ليس له تمام الصدق وكمال التصديق لذلك عرّجنا منذ البداية في تفصيل مرتبة مقامها وبيان منزلتها من بين المنازل كي تعرف فلا تختلط بغيرها فيعرف اصطلاحها الخاص لا من حيث حقيقتها العامة وليس فقط تفصيل وشرح أحوالها وغرائب صفائها الساري عند جميع المقربين من عباد الله تعالى فبينهما فرق فمقام الصديقية من عائلة مقام الفردانية وليس القطبانية لذلك كان يوسف الذي سجد له الشمس والقمر والكواكب في الرؤيا ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) صدّيقا فجاء ذكر صدّيقيته بحسب واقعته التي كان عليها في السجن


كما جاءت تسمية سيّدنا أبي بكر الصدّيق بصدّيقيته في واقعه التصديق بالإسراء والمعراج فظهر وصف صدّيقيته بعد تلك الحادثة فلا يعرف اليوم في الأرض بوصف من الأحوال والمقامات غيرها غيرها بينما وصف عمر بالفرقان وعثمان بذي النورين وعليّ بالإمامة فكان أغلب مرجع التصوّف والسلوك إلى مدرسة آل البيت عليهم السلام إذ الإمامة فيهم والمهدي يكون منهم في آخر الزمان فكان وصف الصديقية على أبي بكر غالب عليه وكذلك من مدده سرت صدّيقيته في ابنته عائشة رضوان الله عليهما لذلك سمّيت سلسلة أبي بكر السلوكية السلسة الصدّيقية كما في عائلة البكري رضي الله عنهم جميعا


بينما جاء وصف مريم وغيرها في غير حوادث بل أخبر الله تعالى عن مرتبتها في معرض الدفاع عن مكانة الحضرة العلية من حيث خطر نسبة التوحيد إلى غيرها وكانت آسية إمرأة فرعون صدّيقة فتمّ الوهب لسيّدنا إبراهيم الغلام الحليم ولزكريا يحيى ولمريم عيسى فكان شأن موسى شأن آخر من حيث قطبانيته فسأل الوهب ليس في نسله بل في أخيه من حيث كون الوهب غالبا ما يأتي من غير طريق الاسباب الطبيعية العادية كما قال تعالى ( وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ) وكانت أيضا هاجر صدّيقة فكان لحكم التشريع للصفا والمروة من شأن أحوال تلك المرتبة فكانت صدّيقة من حيث صدّيقية زوجها سيّدنا إبراهيم عليه السلام وسارّة صدّيقة كذلك لذلك أنجبت وهي عاقر كما أنجبت مريم وهي عذراء فصحّ الكمال في أبناء هاجر خاصّة حيث جمعوا بين الوجود والشهود كما اكتسبت من حال صديقية يوسف زليخا التي راودته عن نفسه حيث صدقت في الأخير وقيل تزوّجها سيّدنا يوسف وأنجب منها والله تعالى أعلم


سنذكر بعد هذا إن شاء الله تعالى بعض علوم مرتبة كلّ نوع من أنواع حضرة الصديقية كي تعلم أنّ درجة الصدّيقية أعلى وأرقى بكثير من درجة الشهادة في سبيل الله تعالى كما كانت النبوّة أرقى وأعلى من درجة الصدّيقية فكانت النبوّة وصف مقام بالله والصدّيقية وصف حال مع الله والشهادة وصف عمل في سبيل الله والصلاح وصف فقر لله تعالى


يتبع إن شاء الله تعالى
نور الصفاء
عضو نشيط
مشاركات: 115
اشترك في: 22 إبريل 2017 02:38
آخر نشاط: 13 إبريل 2020 09:23
العمر: 50
اتصال:

العودة إلى “الاسئلة و الاجوبة”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد