مراسلة : "إحياء سنّة التزاور "
مرسل: 11 سبتمبر 2017 23:52
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله
القيروان في 4 محرم 1423 هجري . الموافق لــ 18 مارس 2002
من العبد الفقير خادم الفقراء فتحي السلامي إلى إخواننا في الله ورسوله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
قد لاحظت فتورا في العلاقة بين ساداتنا الفقراء من حيث التواصل والتزاور وهذا راجع إلى الجهل بفضل التزاور وعدم تعظيم أهل النسبة أو من قلة الإعتقاد وها إني أسوق إليكم بعض النصوص الواردة في فضل الزيارة فأقول وعلى الله القبول :
قال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يقول " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَزَاوَرُونَ مِنْ أَجْلِي وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَنَاصَرُونَ مِنْ أَجْلِي ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَوَاصَلُونَ مِنْ أَجْلِي وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ مِنْ أَجْلِي "
قال صلى الله عليه وسلم : زر في الله من زار في الله شيّعه سبعون ألف ملك
- وفي الجامع الصغير للسيوطي ورد -
" الزائر أخاه في بيته الآكل من طعامه أرفع درجة من المطعم له
إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده فلا يقومنّ حتى يستأذنه لأنه أمير عليه
الزائر في قبضة المزور أو المُزَار "
ولذا كانت الزيارة متأكدة بين الفقراء وقد قيل ترك الزيارة سبب القطيعة قال سيّدنا علي رضي الله عنه " الصبر من كرم الطبيعة والمنّ مفسدة الصنيعة وترك التعاهد للصديق يكون داعية القطيعة
قال الشاعر :
زُرْ مَنْ هَوَيْتَ وإنْ شَطَّتْ بكَ الدّارُ *** وحَالَ من دُونِهِ حُجبٌ وأَسْتارُ
لا يمْنعنَّكَ بُعْدٌ عَنْ زِيارَتهِ *** إنّ المُحِبَّ لِمَنْ يَهواهُ زَوَّارُ
ولو قطعوا رجلي مشيت على العصا *** وإن قطعوا الأخرى حبوت وجئت
وهذا الأمر قد أغفله أصحاب النفوس من الفقراء فتركوا زيارة إخوانهم وقد قال السلف رضي الله عنهم " إذا قلّ رأس مالك زر إخوانك "
وللزيارة آداب فليتخيّر المريد الوقت المناسب للزيارة والمكان المناسب والحال المناسب فلا يكلف ولا يتكلف وتكون نيته في ذلك خالصة لوجه الله تعالى عملا بالسنّة واحياء لشرع الطريق وعلى المزور أن يفرح بالزائر ويعتبر ذلك اليوم يوم عيد فيكرم زائره بما أمكن ولو لم يجد إلا الماء فليقدمه له راجيا بذلك مرضاة ربه
وعليه يتعيّن على الإخوان إحياء سنّة التزاور ويهتمون بها فيعينون بعض الإخوان ويكلفونهم بزيارة الفقير وخصوصا منهم المريض والمنقطع والمشغول ترغيبا في لمّ الشمل وتعضيدا لأواصر المحبة
فعليكم بارك الله فيكم بالعمل بمقتضى هذه الرسالة جعلنا الله من اللذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله
القيروان في 4 محرم 1423 هجري . الموافق لــ 18 مارس 2002
من العبد الفقير خادم الفقراء فتحي السلامي إلى إخواننا في الله ورسوله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد :
قد لاحظت فتورا في العلاقة بين ساداتنا الفقراء من حيث التواصل والتزاور وهذا راجع إلى الجهل بفضل التزاور وعدم تعظيم أهل النسبة أو من قلة الإعتقاد وها إني أسوق إليكم بعض النصوص الواردة في فضل الزيارة فأقول وعلى الله القبول :
قال صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يقول " حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ مِنْ أَجْلِي وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَزَاوَرُونَ مِنْ أَجْلِي وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَنَاصَرُونَ مِنْ أَجْلِي ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَوَاصَلُونَ مِنْ أَجْلِي وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ مِنْ أَجْلِي "
قال صلى الله عليه وسلم : زر في الله من زار في الله شيّعه سبعون ألف ملك
- وفي الجامع الصغير للسيوطي ورد -
" الزائر أخاه في بيته الآكل من طعامه أرفع درجة من المطعم له
إذا زار أحدكم أخاه فجلس عنده فلا يقومنّ حتى يستأذنه لأنه أمير عليه
الزائر في قبضة المزور أو المُزَار "
ولذا كانت الزيارة متأكدة بين الفقراء وقد قيل ترك الزيارة سبب القطيعة قال سيّدنا علي رضي الله عنه " الصبر من كرم الطبيعة والمنّ مفسدة الصنيعة وترك التعاهد للصديق يكون داعية القطيعة
قال الشاعر :
زُرْ مَنْ هَوَيْتَ وإنْ شَطَّتْ بكَ الدّارُ *** وحَالَ من دُونِهِ حُجبٌ وأَسْتارُ
لا يمْنعنَّكَ بُعْدٌ عَنْ زِيارَتهِ *** إنّ المُحِبَّ لِمَنْ يَهواهُ زَوَّارُ
ولو قطعوا رجلي مشيت على العصا *** وإن قطعوا الأخرى حبوت وجئت
وهذا الأمر قد أغفله أصحاب النفوس من الفقراء فتركوا زيارة إخوانهم وقد قال السلف رضي الله عنهم " إذا قلّ رأس مالك زر إخوانك "
وللزيارة آداب فليتخيّر المريد الوقت المناسب للزيارة والمكان المناسب والحال المناسب فلا يكلف ولا يتكلف وتكون نيته في ذلك خالصة لوجه الله تعالى عملا بالسنّة واحياء لشرع الطريق وعلى المزور أن يفرح بالزائر ويعتبر ذلك اليوم يوم عيد فيكرم زائره بما أمكن ولو لم يجد إلا الماء فليقدمه له راجيا بذلك مرضاة ربه
وعليه يتعيّن على الإخوان إحياء سنّة التزاور ويهتمون بها فيعينون بعض الإخوان ويكلفونهم بزيارة الفقير وخصوصا منهم المريض والمنقطع والمشغول ترغيبا في لمّ الشمل وتعضيدا لأواصر المحبة
فعليكم بارك الله فيكم بالعمل بمقتضى هذه الرسالة جعلنا الله من اللذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته