رياض الواصلين >> المنتدى العام >> قصة خلود

[على الصوفي]

مما كتبته قديما مع تصرف
قصة خلود ..
الخلود الجناني الأبدي عالمه خيالي لا تكرار فيه لتعلقه بتجليات الجمال الإلهي لا تحكمه العوالم بل حاكم هو عليها حيثما كان أو ارتحل إليها
هناك حيث العماء المطلق الذي ليس له بداية ولا تعرف لأثره نهاية يحلو سمير الحكاية ويتلو الفتى مضامين الشكاية
هناك تنشر تآليف موسيقى اليتامى على أطلال مجمع الثكالى فلا تسمع غير النحيب والبلوى ونواح الجراح نهاية القراح
دق نواقيس أفراح الأحزان ..

تخبرك مدامع الأعين عما جرى ويجري بلا همس شفاه ولا كلام مباح فليس من تبادل الحديث غير لحظ النظر إذ ما في صيغ الكلام ألطف ولا أرق من حركات الروح في سواد العيون يخبرك عن كل مضمون بكحل موزون ..

هناك تتجرد الروح من هياكل علائق حسها متشكلة في حلل جمال صفائها ووفائها حيث رقة بهائها وطرب غنائها ..
لا يحلو لها عيش إلا على أنغام معاني الحب ومذاقات مشاريب الجذب يسري في ذراتها أنهار من اللطف والرحمة والفطرة والحياء والأدب في كل مجال حيث ناطقات تيه الجمال ..

كلامها سمت شفيع وصمتها حُسن بديع , حزنها فرح مكتوم وفرحها رحيق مختوم ..

خرجت مهاجرة من بحر الكمال ملتمسة طريق العماء المطلق سائرة بلا دليل غير دليل هجيرها منتهى أملها بلا غاية وصول ولا صول أو حول , سار في طلبها الركبان فضل بهم المسير من الشد العسير وما وجدوا للمهاجر أثر من سير .. فما هاجر مهاجر إلا طلبا للهداية ..

قد يحنو القلب إلى بيت الحبيب إذ لا بد للحبيب من بيت يؤمه الناس سواء في الأرض أو في السماء..
ليس من شيم الوفادة أن تنزل بساحة حبيب لا يقيم على شرفك مآدب مكارم الضيافة وإلا كان الراحل كضيف حل بفلاة لا أنيس يؤويه ولا خليل له يطعمه ويسقيه ..

هناك توجه الروح لكل روح فيه روح غاية المذاقات ونهايات معاني الفهومات ..

إن شئت بعد ذلك فافرح أو ابك أو أشك أو نح فلكل حال عذر من سبب ولكل سبب قدر من عجب

هناك بحر المتضادات حيث تتوسع المنسجمات إلى ما لا نهاية له في عوالم التجليات لتعلم أنه لا فرق بين حجم الأشكال ولا تعددها إذ مردها ومرجعها كما كانت في عالم البدء الأول إلى نقطة البداية واحد { ومَّا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ }
{ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا }

تلك الحقائق العليا يتلوها الذكر الحكيم فهل لك نَفَس من أنفاس الهداية غيره ؟

ثم حدث بعد ذلك عن مساكين الإرادة حيث نطع المذابح ومنصات المعادم هناك اعترفوا بذنب وجودهم فتنبهوا من غير نظر في درس كتاب إلى علوم أصيلة عن معاني الأحوال والمقامات كالصدق في الخطابات من باب { فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

شرابهم استشعار الهيبة وطعامهم أحاسيس الإعتراف بما تقدم من الذنب وما تأخر ..
ماتوا هناك موت الآباد رحمهم الله قبل الأجداد لا تسأل عن حالهم إلا أنه اذكروا موتاكم بخير

قولوا رحمك الله ياميت الهوى *** وأسكنك الفردوس إن كنت مغرمُ

[عابرسبيل]

أخلع نعليك
أمرني قلبي ان اخلع نعلي ففعلت…
خلعت نعلي ، وناجيته ثم دخلت خلوتي وحادثته… .
محبوبي ،
اطلعني علي اسرار لا اله الا الله واكشف لي الحجب وقربني إليك فأني مشتاق....
محبوبي ،
إن روحي بوادٍ غير ذي زرع ،فأسقني من زمزم إسماعيل لتروي عطشي وتجعلها ذكيه بذكرك ،،
خلعت نعلي ، ودخلت بئر يوسف
وذرفت عيوني دموع يعقوب
وناجيته ياربي هل لي بقميص يوسف ليرتد لي بصري وبصيرتي ،
‏خلعت نعلي ، وسبحت في بحر يونس لعلني أَجِد حوته ومن حواه
سبحانك أني كنت من الظالمين
‏فنجني يا رحمن يارحيم ،،
خلعت نعلي، كما أمرت نبيك موسى ودخلت وادي النور ،،
فهل لي بعلامات القبول ؟ فبه أنال السرور وأعيش في جنة الغفور.. فيزهر قلبي ببستان المحبه ويذوب بجمر الشوق فياخذني البراق ويدخل بي الحبيب في النور .