رياض الواصلين >> التصوف و السلوك >> متى نصوم عن الكلام واللغو؟

03 مايو 2019 15:00


اليوم خطر لي سؤال والإمام على المنبر يخطب عن رمضان وفضيلة الصيام.. فتذكرتُ كثرة اللغو والحديث الباطل في حياتنا. أكثر الناس يمكن أن يستغنوا عن 70 في المائة على الأقل من كلامهم اليومي. وهم يتغافلون عن حقيقة أنهم سيحاسبون على كل كلمة يقولونها يوم القيامة: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.} وفي الحديث أن الكلمة تصعد بقائلها عاليا وكلمة تهوي به في النار عميقا. وانظر ترى أن أكثر عداوات الناس فيما بينهم سببها كلام.
ثم كان في بعض الأمم السابقة شعيرة الصمت كما في قصة زكريا حين أمسك عن الكلام ثلاثا..
وتساءلت: لماذا ارتفعتْ هذه الشعيرة في شريعتنا، لماذا نُسختْ.. الصمت عبادة.. بل إذا تفكر الإنسان جيدا سيجد أنه لا بديل عن الصمت.. من هنا كان نبينا كثير الصمت، وكان الرجال أهل الكمال كثيري الصمت.
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:

10 مايو 2019 16:11


نعم بارك الله فيكم وهذا الأمر حث عليه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في عديد الأحاديث وأذكر منها: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم والقلب القاسي بعيد عن به.
أبو أويس
عضو جديد
مشاركات: 4
اشترك في: 02 مايو 2017 10:21
آخر نشاط: 24 إبريل 2019 21:55
مكان: قفصة
العمر: 64
اتصال:

11 مايو 2019 01:15

أبو أويس كتب:نعم بارك الله فيكم وهذا الأمر حث عليه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في عديد الأحاديث وأذكر منها: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم والقلب القاسي بعيد عن ربه.
أبو أويس
عضو جديد
مشاركات: 4
اشترك في: 02 مايو 2017 10:21
آخر نشاط: 24 إبريل 2019 21:55
مكان: قفصة
العمر: 64
اتصال:

11 مايو 2019 12:10

إلياس بلكا كتب
أكثر الناس يمكن أن يستغنوا عن 70 في المائة على الأقل من كلامهم اليومي. وهم يتغافلون عن حقيقة أنهم سيحاسبون على كل كلمة يقولونها يوم القيامة: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد.} وفي الحديث أن الكلمة تصعد بقائلها عاليا وكلمة تهوي به في النار عميقا. وانظر ترى أن أكثر عداوات الناس فيما بينهم سببها كلام.
ثم كان في بعض الأمم السابقة شعيرة الصمت
وتساءلت: لماذا ارتفعتْ هذه الشعيرة في شريعتنا، لماذا نُسختْ.. الصمت عبادة..

أبو أويس كتب :
وهذا الأمر حث عليه نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في عديد الأحاديث وأذكر منها: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسوا قلوبكم والقلب القاسي بعيد عن به

بارك الله فيكما سيدي أبا أويس وسيدي إلياس

هذه ضميمة أطلت الكلام فيها كعادتي السيئة :

قال أهل الكشف ومنهم الإمام سيدي عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه أن كل كلمة تصدر من العبد تتجسد في صورة وتبقى إلى يوم القيامة وعليها يحاسب المرء إن كانت خيرا أو شرا

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما النجاة ؟ قال صلى الله عليه وسلم ( أمسـك عليكَ لسانكَ وليَســعْـكَ بَـيـتـُـك وابـكِ على خطــيـئـتـكَ )

قال تعالى وهو أصدق القائلين { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا... }
{ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ }

أما شهوة الكلام فهي من الخطر بمكان فتجد الواقع فيها لا يتنازل عنها في كل مجلس ومحفل بسبب مرض في قلبه وعلة في نفسه وهو لا يدري ولا يشعر

سئل أحد السلف سؤالا يتعلق بالدين والطريق فخلال جوابه استرسل في الكلام ثم سريعا ما أمسك فسألوه عن ذلك فقال " إن للكلام لحلاوة "

الصمت شعيرة من شعائر الدين لكنها عند القوم من أهل الله تعد ركن من أركان الطريق ( الجوع السهر العزلة الصمت ) أي طريق الرياضة ومجاهدة النفس

من جملة ذم الكلام بلا داعي وفي غير محله قوله تعالى { وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا } لأن كل متكلم فيما يجهله ولا يعنيه ولا مقدرة له على فهمه يعد من أصحاب شهوة الكلام وكذلك ذكر في هذه الآية صمت الطرف المقابل { قَالُوا سَلَامًا }

ومن جملة الصمت عدم الخوض في آيات الصفات كالإستواء وغير ذلك لذلك قالت مريم العذراء عليها السلام { إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا } لذا لما اتهموها بما اتهموها به لم تعد فعل { فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا } لأن أهل الله تعالى ينتقلون في كثير من الأحيان من وحشة العبارة إلى أنس الإشارة

من هنا كان بنو اسرائيل كثيري الكلام الذي منه كثرة السؤال فيما لا ينفع ولا يفيد فتجد الأسئلة واضحة التكلف في خطابهم كما في قصة ذبح البقرة التي طولبوا بالبحث عنها فسألوا عن نوعها ولونها وعملها ... إذ لو قدموا بأي بقرة ربما أغناهم ذلك عن التشابه الذي ذكروه ..

فكثرة السؤال فيما لا يفيد ورد النهي عنه في القرآن { أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ }

كذلك كثرة الكلام في مجالس الغيبة والنميمة وقد عمت هذه الطامة عند مختلف شعوب العالم بلا استثناء فالــ 90 % من كلامهم وحديثهم ما هو غير لغو ولهو مما سبب لهم العداوات والخصومات لذا قيل " لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك "

الخلاصة : للصمت وقته وهو الأولى وللكلام أيضا وقته لكن على شرط أن يكون مفيدا وكلم طيب لا يثير فتنة ولا يغير صدورا ولا يشتت شملا ..الخ

لذا تصور حالة مثيري الفتن في هذا الزمان ممن يسمونهم اعلاميين يعتلون منابر القنوات التلفزية يضللون الخلق كذبا وبهتانا وينشرون الإلحاد والإباحية ويلهون الناس عن دينهم خصوصا في شهر رمضان المعظم الذي هو شهر الصيام والقيام بما يبثونه من أفلام ومسلسلات وملاهي حتى يصرفوا الناس عن دينهم كل ذلك بواسطة اللسان -الكلام- أناس تافهون ..

وكذلك ممن يتسمون بمحللي الكرة والرياضة من الذين يضيعون أوقات الخلق خصوصا الشباب منهم الذي يتنفس كرة القدم عليها يحيا وعليها يموت ويصرفونه في غير ما خلق له مما يهمه في دينه ودنياه فتصور وأنت تسمع لغو المعلقين وكثرة كلامهم فيما لا يفيد يسبحون ويكبرون على اللاعب وعلى الكرة التي لم تدخل الشباك حجم المضار التي يبثونها في عقول الناس كبارا وصغارا .. وعلى هذا قس فمنهم من يبكي ومنهم من يصرخ من شدة الوجد الكروي الشيطاني النفسي ...الخ

الآن كما كل مرة أقع بدوري في شهوة الكلام الكثير نجانا الله من ذلك ووقانا منه بحفظه وفضله وأستغفر الله من كلام كلام لغو أو حشو أو أثار فتنة أو فيه تجاوز وكل ما صدر مني من كلام عن أي شخص خلال حياتي مما يغضب الله عني أستغفره سبحانه من كل ذلك وأتوب إليه

قال تعالى : { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }

وقال عليه الصلاة والسلام ( إنَّ العبدَ ليتكلّمُ بالكلمةِ مِن رضوانِ اللَّهِ لا يُلقي لها بالاً يرفعُه اللَّهُ بها درجاتٍ وإنّ العبدَ ليتكلّمُ بالكلمةِ مِن سخطِ اللَّهِ لا يُلقي لها بالاً يَهوي بها في جهنّمَ )

أقول : والله العظيم لو يؤاخذني الله تعالى بما به تكلمت مما يغضبه لأكبني على وجهي في قعر جهنم لكن نسأل الله تعالى الصفح وغفران الذنوب جميعها ووالله ما أبحث عن فتح ولا معرفة ولا سيرا ولا سلوكا ولا علما ولا نورا بقدر بحثي على شيء واحد وهو : مغفرة ذنوبي الكثيرة التي بلغت عنان السماء لأن الذنوب أشد ثقلا من الأرض والجبال

{ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ }
إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

11 مايو 2019 16:18

الله يقيل عثراتنا ويعفو عنا ويحققنا بفضيلة الصوم عن كل ما يغضب الله
dalia slah
عضو جديد
مشاركات: 5
اشترك في: 22 إبريل 2019 08:37
آخر نشاط: 01 يناير 1970 01:00
مكان: Egypt
العمر: 51
اتصال:

11 مايو 2019 18:07


بارك الله في أخينا أ.علي، فقد زاد إضافات مفيدة.
وأحب أن اضيف هنا شيئا على ذكر موضوع الفتن الذي جاء في كلام السيد علي: إن كثيرا من الأحاديث التي وردت عن حدوث الفتن في الأمة وعن التحذير منها جاء فيها أمر خاص بالإمساك عن الكلام، وأن أوّل من تسعّر به الفتنة هو المتكلم فيها. ما يشير إلى خصوصية كبيرة لحرب اللسان التي تسبق حرب السِّنان.
والآن حين ترى بعض "الأساتذة والشيوخ" الذين تكلموا كثيرا فأضلّـوا كثيرا من الخَلق.. ثم فجأة يقولون والله أخطأنا ونعتذر.. هب أن عذرك مقبول.. ماذا نصنع بالآلاف الذين كنتَ السبب في ضلالهم؟ كيف السبيل لردّهم؟ وإذا أسقط الله عنك حقه سبحانه، وهو الغني الحميد. فمن يسقط عنك حقوق العباد؟
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:


العودة إلى “التصوف و السلوك”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائران