رياض الواصلين >> التصوف و السلوك >> ما هي معاني العبودية؟ وكيفية التحقق بها؟

25 ديسمبر 2017 20:48

سيدي علي الصوفي حياكم الله وأنار قلبكم بأنواره...وأمدنا بمددكم

أقرأ في كتب التصوف قولهم مفهوم (العبودية)..، وهو مصطلح تاريخياً ومن خلال التجربة الواقعية له بعض المثالب... هذا عن عبودية الإنسان للإنسان حتي جاء الإسلام وحرر البشر وضيّق مسالك الدخول وأفسح مجالات الخروج منه و..الخ حتي اتفقت البشرية علي النهاية منه لكنه عاد للأسف مع المادية الغربية الآن في صور أخري كالعبودية للمال أو للجسد أو للاستهلاك و..الخ

سؤالي هنا سيدنا بعيداً عن ذلك:

1- ما معني قول سادتنا الصوفية التحقق بوظائف العبودية؟
2- ما معني قول سادتنا الصوفية: الوصول الي كمالات العبودية؟ وما هي؟
3- كيف يصل المريد الي تلكم المعاني الراقية باطنا وظاهراً أو حساً ومعني؟
4- يعرض بعض سادتنا الصوفية أن علاقتنا بالله هي علاقة (عبودية)، سيد وعبد/ مالك ومملوك... وكأنها أشبه بعلاقة فوقيه من أعلي (الله) لأسفل (البشر) أو هي كذلك حقاً..، وليست كما يقول البعض علاقة تفاعلية (يحبهم ويحبونه)، (ادعوني استجب لكم)، علاقة بين محب ومحبوب، ذهاب وإياب، عطاء ومنح ورعاية واهتمام...؟ أو أن هذا الكلام غير دقيق، ولا يصح في حق الله؟


طالب العلم
عضو جديد
مشاركات: 10
اشترك في: 14 ديسمبر 2017 10:52
آخر نشاط: 25 مايو 2019 13:34
مكان: cairo
العمر: 39
اتصال:

26 ديسمبر 2017 02:18


جزاكم الله خيرا أخي العزيز طالب العلم

اجوبة سؤالكم حول العبودية كما تعلمون ملأت الآفاق حيث كثرت فيها التآليف والبيانات فمنهم من كتب في آداب العبودية ومنهم من شرح حقيقة العبودية ومنهم من وضح مراتب العبودية التي تكون بحسب مراتب ومنازل الموحدين

فليست عبودية العوام كعبودية الخواص ولا عبودية الخاصة كعبودية خاصة الخاصة متى علمنا وأدركنا ان مراتب العبودية تكون بحسب إخلاص العبد فيها مع ربه

خلاصة القول أن مراتب عبودية العامة من المسلمين يتمثل حاصلها بين ترغيب وترهيب فهم يرغبون في دخول الجنة ويخافون من دخول النار فتلك غايتهم من إمتثال العبودية

إذ لو لم تكن جنة أو نار ربما تقاعس كثير منهم عن تأدية الفرائض واجتناب النواهي ولتحرروا من كل تكلبف لأنهم يرون المشهد من هذه الصورة وهذا مشهد صحيح يليق بمن كان على مثل حالهم وعلمهم لذلك كثر فيما بينهم الوعاظ والقصاص

من الكتب التي تشرح العبودية ظاهرا وباطنا كتاب إحياء علوم الدين للغزالي رحمه الله تعالى وقد ألف الصوفية في هذا الباب منهم سيدي عبد الوهاب الشعراني وغيره رضي الله عنهم كالتنبيه على الأمراض القلبية والعلل النفسية ومداخل الشيطان كالرياء والعجب .. إلخ

ثم هناك عبودية الخاصة من الفقراء السائرين والعلماء العاملين حيث يرهبون من التلبس بظلمة القلب ويرغبون في نوال نور هداية القرب حيث بصيرة الارادة والقصد نحو الرب فهم في فرار دائم من الكون إلى المكون بين بسط الجمال وقبض الجلال أهل تلوين

بينما القسم الثالث وهم أعلى الجميع يعبدون ربهم على نعت جذب المحبة وسلوك سبيل شكر المنة والنعمة فهم بين هيبة في حضرة الأدب وأنس في حضرة القرب أهل تمكين عند مليك مقتدر

فالأصل هو هذه المرتبة الثالثة ونعني بالأصل اي كمالات العبودية فهؤلاء تحققوا بالعبودية المحضة وقليل ما هم

والله أعلم وأحكم
إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

27 ديسمبر 2017 15:08

جعلنا الله ممن يتحققون بحقائق العبودية ظـاهراً وبــاطنـاً على قدم الاتباع للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام اللهم آمين .
عبدالله حرزالله
عضو نشيط
مشاركات: 61
اشترك في: 01 مايو 2017 16:46
آخر نشاط: 22 مارس 2018 20:58
مكان: نابلس-فلسطين
العمر: 36
اتصال:

03 يناير 2018 01:50

هنا بعض ما كتبه سابقا أخونا أ.علي الصوفي، أعني في موضوع العبودية خاصة:
1-
التـــــــصوّف: عبـــــــــــودية للـــــــــه تعالــــى .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف النبيين وآله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمّا بعد :
قال الشيخ الإمام سيدي أحمد زروق الفاسي رضي الله عنه ( قد فُسّر التصوّف وعرّف بوجوه تبلغ نحو ألفين، مرجع كلّها إلى صدق التوجّه إلى الله تعالى )، أو كما قاله في قواعده.
قلـــت :
من فهم من التصوّف غير ما عرّفه به الشيخ سيدي أحمد زرّوق رضي الله عنه فقد أخطأ طريق التصوّف من أوّل قدم، بل التصوّف في حقيقته هو ( عبودية الله تعالى الحقّة ). أمّا غير هذا فلا يعدّ تصوّف وجاز لمن حارب من خرج عن هذا الأصل الجامع لقوله تعالى ( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون )، قال ابن عباس رضي الله عنه ( أي ليعرفون )، لأنّ حقيقة العبادة لا تدلّ إلا على الله تعالى ولا تُعرّفك إلاّ به، فالعبودية أصل وثمرتها التي هي المعرفةُ فرع ( أصلها ثابت وفرعها في السماء ): ثابت في أرض العبودية، وفرعها في السماء عنوان تيجان الخصوصية؛ ثابتةٌ في أرضِ الخمول عبوديةً، وباديةٌ في فرع الظهورِ خصوصيةً؛ ثابت أصلها يُسقى من ماء طهور، وعالٍ فرعُها عمودٌ من نور.
فالتصوّف لم أعْرفه غيرَ العبودية لله تعالى، ومن قال غير هذا فقد كذب على الله تعالى، لهذا عرّف الإحسان في قوله عليه الصلاة والسلام ( أن تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك ). قد يسأل سائل: ولكن كيف تكون تلك العبادة وهي في محلّ الرؤية، فهل تشتغل بالعبادة أم بالرؤية عنها ؟ الجواب : إنّ تلك العبادة هي الرؤية في حدّ ذاتها، عبادة النظر، وهي أسمى وأرقى وأكمل العبادات، وإنّما وقع التشبيه بأداته ( كأنّ )، وهي من أخوات التوكيد لعدم الإحاطة بما تراه وتعاينُه. فأنت مهما رأيتَ أو نظرت فإنّك تراه بقدر عبوديتك ومقامك، فليس رؤيته عليه الصلاة والسلام كرؤيتك أنتَ، وكذلك جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام. لهذا تنوّعت الأعمال واختلفت الأحوال، فكلّ له مقام معلوم إلاّ أهل يثرب فلا مقام لهم .
لذا لا يكون العارف عارفا حتّى يتنزّه عن المقامات، كما قال عليه الصلاة والسلام لمّا فضّلوه على الأنبياء والمرسلين -وهو أفضلهم وأشرفهم- : ( إنّما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا عبد الله ورسوله ). وقال : لا تفضّلوني على أخي يونس. لأنّ التفضيل يكون عن ملاحظة المقامات، وهذا أمر لا يسبق العبوديةَ بل العبوديةُ تسبقُه. فأنت متى علمت معرفتك ومقامَـك عند الله تعالى فقدّمته على عبوديتك وحاجَجْتَ به ربَّك والناسَ: أرْداك ذلك المقام إلى الهاوية. لهذا قال إبليس لعنه الله تعالى ( أنا خير منه )، فلاحَظ مقامه قبل عبوديته التي هي أمرُه بالسجود، فحكمتْ عليه الحضرةُ أنّه من المتكبّرين لأنّه راعى مقامه قبل عبوديته. لذا قالت الملائكة الكرام -عليهم جميعا السلام فهُم ساداتنا-: ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك ). فما احتجّت بمقامها بل احتجّت بعبوديتها، لهذا لم تزِلّ كما زَلّ إبليس لعنه الله تعالى، فما ذكرتْ غير جانب عبوديتها، لهذا لم تقل مثلا ( نحن خلقْـتنا من نور ). فكلّ من راعى مقامه في معاملته مع ربّه، ثمّ مع خلقه، قبل مراعاة عبوديته: فعن قريب سيكون من الكافرين المتكبرين. ومن هنا سقط الكثير من أهل السلوك. لهذا تَحتّم وجود الشيخ.
قصّة : مرّة علِم شيخنا رضي الله عنه أنّي عزمت على الاستِرْواح في كتاب الله العزيز بما يقذفه الله تعالى في قلبي من معانٍ. فحضرت له مذاكرة كانت في ليلة المولد الشريف، فمِمّا قاله -وكان يقصدني، وكنت جالسا في آخر المجلس أو أقلّ بقليل- : من هذا الذي سيتجرّأ على كتاب الله تعالى يريد تفسيره ويستروح في آياته؟ ثمّ قال قولا غليظا يرهب القلوب والأرواح. منها أنّ الفقير جاء كي يطهّر نفسه من الذنوب ويحافظ على صلواته في أوقاتها، فنُحلّيه باطنا ثمّ ظاهرا. إلاّ أنّ الله تعالى تداركني بلطفه، فقال له أحد ساداتنا الفقراء من العارفين بالله تعالى : يا سيدي ومن جاءتْه وارِداتٌ ألاَ يكتبها ؟ فقال شيخنا رضي الله عنه : بل يكتبها ولا يُطلِع عليها أحدا غيرَ شيخه، فإنّ من قال في القرآن برأيه فهو كذا وكذا.. إلخ من الزجر والوعيد الشديد ... وقد كان شيخنا عالما عارفا واصلا، رضي الله عنه، فنعم الشيخ هو رضي الله تعالى عنه .
أعــــــــود :
وكذلك فعل السامري لعنه الله تعالى، فقد راعى خصوصيته قبل مراعاته عبوديته، فخرج من التوحيد إلى الشرك، كما خرج الأوّل من التوحيد إلى الكفر؛ إلاّ أنّهما اتّحدا في الدلالة على الشرك، فهؤلاء يعبدون الشيطان فجعلوه شريكا لله تعالى، وأؤلائك يعبدون الدجّال ظنّا منهم أنّه الله تعالى، تعالى الله علوّا كبيرا.
فلمّا راعى خصوصيته ذكَرها لمّا سأله سيّدنا موسى عليه السلام ( قال فما خطبُـك ياسامري )، فردّ عليه ( قال بَصُرت بما لم يبصروا به ). فراعى إبليس لعنه الله تعالى مقامَه الظاهري في قوله ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )، بينما راعى السامري لعنه الله تعالى مقامَه الباطني من حيث عالمُ الملكوت لمّا رأى أثَر جبريل وأخَذ منه. فلمّا سبقت خصوصيتُهما عبوديتَهما، وكانا من العارفين، انحدرا إلى أسفل السافلين، بخلاف آدم فإنّه ما راعى قطّ مقامَه أو حاله أو علمه، بل فقط لم يراعِ أمر ربّه له بعدم الأكل من الشجرة، فكان آدم راسخا في العبودية غير متكبّر بتلك الخصوصية ..
لهذا فإنّ السالك تَتبَـرّج له الأكوانُ السُّفلية عند بعض الطرق، قبل أن تتبرّج له الأكوان العلوية عند عامّة الطرق. فكما ورد في الحكمة فإنّ ذلك التبرّج يقول له ( إنّما نحن فتنة فلا تكفر ) كما في الحكم العطائية. انظر قولها ( فلا تكفر ). فتتوارد على السالك عوالمُ وحور وقصور ونعيم مقيم، ولكنّه لا يأْبه لذلك، وهو قاصد إلى العلي القدير غافرِ الذنب قابلِ التوب شديد العقاب. وإنّما متى وقف به السيرُ، فلأنّه لا يريد أن يعبد الله كأنّه يراه، فإنّه لو أراد هذا ما نظرتْ عيناه أو انفتحت بصيرته على غير مولاه وخالقه. وإنّما ورد في السنّة تكحيل العين، فلأنّها لا تنظر إلاّ إلى نور الله تعالى. فهذا هو التصوّف، وما عدا ذلك فهو كذب وخداع وغشّ في طريق الله تعالى، وهو طريق إبليس لعنه الله تعالى والسامري لعنه الله تعالى ..
فكلّ من لم يَدُلّك على الله قالُهُ وأنْشطك حالُه كما قال في الحكمة ( لا تصحب من لا يُنهِضك حاله ولا يدلك على الله مقاله )، فاعلم يا أخي أنّ علم التصوّف وحقيقته هو ما ورد في كتاب الحكم العطائية مع شروحها، فكلّ من لم يهتمّ بالحكم ويفهمها ويتذوّقها حقيقة سائرة فلا تأبه له في طريق السادة الصوفية ...
فلا تقف عينُك على غيره سبحانه، فلا تراعي أحدا سواه، فإنّه على قَدْر مراعاتك الخَـلق تسقط مِن عيْن الربّ ...
يتبع إن شاء الله تعالى ...
كتبه: علي الصوفي.
2-
الإنســــــــان بين العبــــــــودية والمعـــــــــــــــــرفة:
المعرفة بالله تعالى علم متعلّق بوجود الذات من حيث: أوّلا: وجودها، وثانيا: ألوهيتها.
فالإقرار بوجودها دون الإقرار بألوهيتها لا يسمّى توحيدا، بل التوحيد هو الإقرار بألوهيتها التي لا يمكن أن تكون إلا بعد الإقرار بوجودها ضرورة. فمتى اتفقنا على وجود الذات -بين جميع الملل والنحل تقريبا إلا قليلا- فاعلم أن سبب الكفر ليس هو عدم الإقرار بوجود الذات، بل الكفر بألوهيتها.
وإبليس كفر لا بسبب عدم إقراره بوجود الذات، بل لعدم إقراره بألوهيتها في مستوى الأسماء والصفات. فإبليس يؤمن بوجود الله تعالى وبوجود الملائكة وبوجود البعث، كما قال ( أنظرني إلى يوم يبعثون )، لكنه لا يؤمن بألوهية الذات في مرتبة الأسماء والصفات. لذلك أراد أن يخرج في وصف الصفات والأسماء مكان آدم، لأنّه علِم أنّ مستوى خلافة آدم في الأرض هو خروجه في نعت الصفات ووصف الأسماء، متى علمت سرّ قوله تعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ). فضَلّ إبليس من حيث إرادتُه الخلافة والظهورَ فيها في وصف النفس وليس في وصف البقاء بالله تعالى.
ومتى خرج إبليس -وكذلك الدجال- في وصف الأسماء والصفات، فإنهم سينسبونها لأنفسهم، وسيدّعونها. فأوّل الدعوى قول إبليس ( لأغوينّهم أجمعين )، فنسب مقدرة الإغواء والإضلال لنفسه، لذلك قال الله تعالى له ( إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ). بينما المؤمنون قالوا ( وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا )، فالسلطان يكون لنا وليس علينا.
إبليس علِم -وكذلك الملائكة- أن خروج آدم وظهورَه سيكون في مرتبة الأسماء الإلهية، وهو غاية الظهور ونهايته، لكون ظهور إبليس مثلا لا يوجد في عالم المواد، فلا يقع بصرنا على إبليس مثلا، وكذلك الملائكة لكونها مخلوقات لطيفة المواد كالأثير، أيضا الملائكة من نور فهي بجانبنا، لكننا لا نراها ولا ندركها، لكونها مادة لطيفة، أو قل هي مادة معنوية، أو قل هي ليست بمادة بل نور لطيف يتشكل في صور وهياكل. أمّا البشر -أعني هنا أهل العرفان كآدم فمن دونه، أو أعلى منه كسيّد الوجود صلى الله عليه وسلّم- فهم يشاهدون الأشياء في غاية ظهورها كما يشاهدون الأشياء في غاية بطونها. فنحن لا نرى إبليس لكونه لا يُمثل نهاية الظهور وغايَـته، بينما يرانا إبليس لأننا نمثل غاية الظهور ونهايته، لكوننا بشرا من طين وإبليس خُلق من نار، فهو روحاني من الجن، فالأصل أن لا يشاهد تركيبتَـنا العنصرية المادية الطينية لكونه لا مستوى فيه لتلك المشاهدة من حيث كونُه أثيرا، فهو حتى وإن كان يرانا فالأصل أن يرانا في مرتبتنا الروحية فقط لكونها عالمه. فليس الشأن أن تكون روحانيا أو ملائكيا كي تنال الخلافة، بل الشأن أن تكون في مستوى ظهور الأسماء الإلهية، وإبليس ليس له هذا المستوى من الظهور، فكأنّ الأرض كانت غايةَ الظهور ونهايته، فليس بعد حسِّ المادّة حسٌّ. فهنا كان كفره لعنه الله تعالى من حيث توحيد الذات في مرتبة الأسماء والصفات، فهو مُوحّد للذات لكنّه لا يوحّدها في مرتبة الخلافة الإلهية في الوجود، إذ رأى آدم عند إبايته السجود وما رأى ربّ آدم عند وجود آدم ( فافهم ). فقد حجَبته نفسُه عن شهود آثار عالم الأسماء.
أمّا في عالم الصفات فالكلّ مؤمن مسلم عارف، قال تعالى ( وإذ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ )، فالكلّ شاهد، لكنّها شهادة وجود وليس شهادة شهود، أي ليست شهادة توحيد، لذلك ذكر الربوبية هنا في الآية، وما ذكر الألوهية، فما قال ( ألست بإلهكم )، لأنّ مرتبة الربوبية مرتبة ذات، بينما مرتبة الألوهية مرتبة أسماء وصفات.
ومن هنا بزغ العلم؛ أي بحصول التجلي الأوّل، أو الظهور الأوّل: حصل العلم أو بدأ العلم. أو تقول خرجت الأسماء والصفات من بحر الذات لكي تُعرّف الذات بنفسها عن نفسها في نفسها، لذلك قال تعالى لنا ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ )، فذكر هنا تحديدا الخلْق، أي خلق الجنّ والإنس، لكون خلـْقِك -أي إيجادِك- هو أمرٌ ذاتي لك، فلولا إيجادك الذي خلقك ما صحّ لك وجود، فكان خلقك أمرا ذاتيا لك. فصحّ أنّ الإيجاد يقابله الربوبية، أي الذات الإلهية، إذ لولا وجودُه ما صحّ لك وجود. فكانت العبودية للذات، أي ضرورة غير منفصلة عن الربوبية، كما قال تعالى ( إنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا )، فأنت عبد من حيث وجودك، أي من حيث خلقك، فكأنّه قال : (وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون )، أي هي جملة خبرية وليست جملة أمرية. فكأنّ مراد الآية حاصل من حيث إنّ كلّ مخلوق هو عبد لله تعالى، فبقي كونُ الأمر يتعلّق بالعبودية فقط، لكون وصف العبد هو العبودية، إذ كيف تكون عبدا وأنت فيك رائحة من الربوبية التي هي حضرة نفْسية، إذ النفس للوجود. فإذا علمت أنّه لا موجود معه سواه، فاعلم أنّ كلّ ما يصدر من نفسك -كائنا ما كان- فقد زاحم نفسَه هو سبحانه القائل ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ).
لذلك فسّر حبر الأمّة عبد الله بن عباس الآية بقوله : إلا ليعبدون، أي إلا ليعرفون. فرجعنا إلى كون هذه العبودية المرادة هي عبودية معرفة، وليست عبودية إقرار بالوجود. فهو لم يخلقك كي تناقشه وتجادله في وجوده مِن عدمه، بل خلقك كي تعرفه، ومعنى تعرفه أي في مستويات تجلياته من حيث بُطونُه وظهوره، أي في مستويات جماله وجلاله.. أي في مستويات أسمائه وصفاته.. متى علمت أنّه ليس لأسمائه حدّ ولا نهايةٌ، كما ورد في الحديث ( إني أسألك بكل اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علـّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ).
فاعلم مستويات أسمائه كي تدرك وُسْع تَوَجُّهات معرفته سبحانه، وتدرك معنى قول بعض الأولياء : لو يجتمع عليّ كبار العارفين بالله تعالى وأُحدّثهم في علم الحقائق الذي خصّني الله تعالى به فكان أوّل من يكفّرني هؤلاء العارفون... الخ. فالأسماء الحسنى المذكورة في الحديث معروفة، وهي 99 اسما، ثمّ هناك أسماء قال فيها بعد ذلك ( أو علّمته أحدا من خلقك )، أي لم يقل أحدا من رسلك، وهنا يريد نفسه صلى الله عليه وسلّم فتواضع وقال علمته أحدا من خلقك. ثمّ لم يصرّح بذلك الاسم أو الأسما،ء بل سأل بها، ولم يُعرّف بها. ثمّ لعِلْمه بوسع إطلاقات الأسماء والصفاتِ -الدائمةُ التجلّي والظهور من بحر الذات- قال ( أو اسم استأثرت به في علم الغيب عندك )، أي لم يخرج بعد من حضرة الذات إلى حضرة الأسماء والصفات، أو قل إن شئت: لم يخرج من حضرة العلم إلى حضرة التكوين، أي لم يتوجّه عليه قوله (كن).
فإذا علمت هذا، فاعلم أن معرفة الله تعالى هي معرفة أسمائه وصفاته من حيث ترتيبُ مراتب العلم الذي يستلزم الأدبَ. أمّا الذات فهي للشهود. فكان الخليفة عالِما بالأسماء والصفات مُشاهِدا لبحر الذات الذي لا نهاية له. فكان الصراع هنا الذي هو : بيننا وبين نفوسنا، فهي تريد أن تكون مثل إبليس حيث لا تريد توحيدَه في مرتبة الألوهية، وتكتفي بتوحيده في مرتبة وجوده. أما من كفر به في مرتبة وجوده فهو أشرّ من إبليس، وإن كان ضرره غير متعدٍّ كإبليس لعنه الله تعالى.
أما من كان كافرا بالذات غير مؤمن بالأسماء والصفات الإلهية فهو أشرّ من كلّ شرّ، كفرعون وآله ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ .) وفي بيان مراتب الكفر تفصيل طويل.
فمتى علمت هذا، فاعلم أنّ معرفة الله تعالى تكون في مراتب ثلاث: مرتبة العقل، والقلب، والروح.
فأنت ظاهر بأسمائه في مرتبة العقل، باطنٌ بصفاته في مرتبة القلب، متعلّق بذاته في مرتبة الروح. فالتعلّق الروحي للمشاهدة، والعلم والفقه القلبي -كالتفكر والتدبر وغيره- للمراقبة، بينما في مرتبة العقل هي مرتبة منطقية حيث تصحّ المقاييس فهي للعمل خاصة. فأهل العقل أهل أعمال، وأهل القلب أهل أحوال، وأهل الروح أهل مقامات في مقعد صدق عند مليك مقتدر. فلولا العقل ما ظهرت الأعمال، ولولا القلب ما صحّت الأحوال، ولولا الروح ما عُرفت المقامات.
فكانت المعرفة -من حيث الروح والقلب- موجودة، لكنها -من حيث ظاهر الأسماء- مفقودة، وأعني هنا آدم. فكان ظهور آدم هو آخر تجلٍّ في عالم خلـْق الأكوان، فتجلّى الله تعالى في مرتبة ظهور آدم وبنيه، فخلـَقهم كي يعرفوه بداية، من نهاية ظهورهم إلى غاية البطون. لذلك قال لهم ووَصَل لهم الظاهرَ بالباطن والأول بالآخر، كما قال لهم ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ )، لكونه الإمامَ الجامع لمعرفة الله تعالى، فهو إمام المعرفة، فهو إذن إمام الشهود، أي إنّه قِبلة العالَم، أي قبلة الموجودات، لكونه الخليفةَ، أي الذي ظهر بأسماء الله وصفاته. فكان العبد صانعا وخالقا وقديرا ودافعا و..و..الخ. فنُسبت إليه الأفعالُ: كلّ شيء نسب إليه في مقام الخلافة وليس في مقام المخلوف. فكان الاشاعرة نبّهوا على كون الأفعال مخلوقةً لله كي يخرجوا من نسبة الأفعال إليهم كالمعتزلة فيفسد توحيدهم لله تعالى في مرتبة الحقيقة. فأراد الأشاعرة توحيد قلوب المسلمين وعقولهم نحو التوحيد الحقّ، أي ظاهر البيان بتقرير البرهان بحسب ما هو مشاهد في بحر الشهود العياني. لذلك كان جميع المذاهب الفقهية والطرق الصوفية أشاعرة أو ماتريدية، لكونهم فسّروا التوحيد بدقائقه التي لا يفهمها غير أهل المعرفة، رغم كوني -العبدَ الفقير- لا أميل إلى تقرير علم الكلام، وحكمي عليه كونه من البدعة الحسنة، وربما اضطرتهم لذلك دولة المأمون. ولا أميل إلى شرح فلسفته من الجوهر والعرض والجوهر والحيز والجسم.. ألخ.
فإذا علمت هذا، فاعلم أنّ معرفة الله تعالى غاية عظيمة ووِجْهة ثمينة، وأنّ أهل المعرفة هم سادات أهل الوجود. فلك أن تسأل : هؤلاء أهل الكهف فتية لا حول لهم ولا قوّة ولا مال ولا جاه ولا سكن ولا منزلة عند قومهم ولا في بلدهم، ورغم هذا أظهرهم الله تعالى في كونِه، فسارت بذِكرهم الركبان في كل مكان وزمان؟؟ والجواب: كونهم من كبار العارفين بالله تعالى، فكانوا من أساطين المعرفة الربانية. وكذلك الخضر الذي ذكر بعض معارفه واتّبعه موسى النبي. وهكذا أهل الله تعالى من الأنبياء والمرسلين. فاعلم أنّهم جميعا لهم مذاهب في المعرفة بالله تعالى. ثمّ اعلم أنّ حضرة المعرفة واحدةٌ تجمعُهم، فمن دخلها كان عارفا. لكن بعد ذلك هناك حضْرة الزيادة التي لا تنتهي، فلا نهاية لها ولا غاية. فمنهم من تقف به معرفتُه عند منزلة معينة فلا يزاد عليها، ومنهم من يرتقي على الدوام إلى أبد الآباد... بلا انقطاع ولا نهاية. فهؤلا ء هم عرائس الوجود، كما سماهم الإمام الشعراني، وهؤلاء فعلا هم عيون الله تعالى في أرضه وسمائه. وهؤلاء حقّا لا يشقى بهم جليسُهم. وكيف يشقى وهم أهل سعادة
على شرط المحبة والأدب والتعظيم والاعتقاد.
ثمّ متى سهّل الله تعالى شرحنا مرتبة نفس إبليس، وحدود كشوفاته، وما هي أمراض نفسه، وكيف سلك، وحدود سلوكه ومعرفته
و..و.. إلخ ثمّ نذكر مراتب العارفين سواء من الأقطاب والأفراد، أو حضرات الأنبياء والأولياء.. كلّ حضرة حضرة، كالحضرة اليوسفية والخضرية والإلياسية والعيسوية والموسوية .... إلخ الحضرات.
والعلم أيها القارئ الكريم بحر لا ساحل له، خصوصا علوم الحضرات. فليس العلم في حقيقته إلا ما تتلقاه عن أهل الله تعالى.
والله أعلم وأحكم والسلام.
كتبه: علي الصوفي.
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:

03 يناير 2018 05:26



بسم الله الرحمان الرحيم الصلاة والسلام على سيد الأولين والاخرين
جزاك الله خيرا سيدي الدكتور الياس بلكا على النقل
وجزاكم الله سبحانه و تعالي سيدي علي الصوفي خيرا عظيما عن أمة سيدنا محمد عليه الصلاة السلام

سيدي علي أرجو منكم لو تكرمتم علينا وكان لديكم الوقت والامكان والتوفيق من الله ان تكملوا لنا ما اشرتم اليه سابقا من تكملة للموضوع كما قلتم
( ثمّ متى سهّل الله تعالى شرحنا مرتبة نفس إبليس، وحدود كشوفاته، وما هي أمراض نفسه، وكيف سلك، وحدود سلوكه ومعرفته
و..و.. إلخ ثمّ نذكر مراتب العارفين سواء من الأقطاب والأفراد، أو حضرات الأنبياء والأولياء.. كلّ حضرة حضرة، كالحضرة اليوسفية والخضرية والإلياسية والعيسوية والموسوية .... إلخ الحضرات.)
والعلم أيها القارئ الكريم بحر لا ساحل له، خصوصا علوم الحضرات. فليس العلم في حقيقته إلا ما تتلقاه عن أهل الله تعالى.
والله أعلم وأحكم والسلام
فارس النور
عضو جديد
مشاركات: 26
اشترك في: 15 مايو 2017 12:57
آخر نشاط: 18 يونيو 2019 16:59
مكان: دمشق
العمر: 42
اتصال:

03 يناير 2018 06:16

أرجو منكم لو تكرمتم علينا وكان لديكم الوقت والامكان والتوفيق من الله ان تكملوا لنا ما اشرتم اليه سابقا من تكملة للموضوع كما قلتم
( ثمّ متى سهّل الله تعالى شرحنا مرتبة نفس إبليس، وحدود كشوفاته، وما هي أمراض نفسه، وكيف سلك، وحدود سلوكه ومعرفته
و..و.. إلخ ثمّ نذكر مراتب العارفين سواء من الأقطاب والأفراد، أو حضرات الأنبياء والأولياء.. كلّ حضرة حضرة، كالحضرة اليوسفية والخضرية والإلياسية والعيسوية والموسوية .... إلخ الحضرات.)




سيدب فارس النور الموقر

هل تدري سيدي و تصدقني إن قلت لك أن جميع ما أشرت إليه الآن في السؤال هو من العالم السفلي ذلك العالم الغث والثاني من عالم حظوظ النفس وعللها الذي يحجب عن الله عز وجل التفصيل فيه ويعطي قدرا للشيطان أكبر من قدره يعني هل تتصور اني سأكتب ورقات كثيرة حتى أفصل شأن سلوك الشيطان قبل لعنه وطرده من حضرة الله والحديث عن مداخله ومخارجه ألا ترى بذلك أننا سنعطيه قدرا أكبر من قدره وحجما أكبر من حجمه وقيمة لا يستحقها وهو أكيد سوف يفتخر بنفسه عندما يجد أهل الطريقة يتحدثون عنه ويكتبون عنه فدعك سيدي من تصيد مثل تلك الأسئلة من فقرات أو مواضيع تتصفحها بل السؤال يجلبه الحال مع الله فخير الأسئلة ما كانت ناجمة عن حال مع الله

ما كتبته سابقا كان في معرض الكتابة في ذلك الموضوع فما كان مقصودا لذاته بل قلت ( متى سهل الله ) أي جاء الأمر عرضا من غير قصد بنية مستقلة أو تكلف وتمحل لذا أنصح نفسي وإياكم أخي الحبيب بالعزوف نهائيا عن التشوف الى تلك العوالم السفلية واستبدالها بتشوير روحك وهمتك وقلبك نحو الحضرة العلية

قال سيدي محمد المداني في قصيد له :

خلف الكون وراك ***وتوجه لمولاك.
إنما الكون حجاب*** ساتر عنك هواك.
فاخرق الستر تصله*** وتنل منه مناك

الشيطان والنفس وو من جملة ذلك الكون الذي أمرنا بتركه وجعله وراء ظهورنا - فافهم -

التصوف سيدي كما تعلم ليس كتابات وقراءات وتآليف كتب ومدارسات بل هو تعلم الضروري من الدين مما تصلح به العبادة خاصة والمعاملة وما يحتاج إليه في بعض الأحكام ثم التوجه إلى الله كليا بالذكر والطاعة والتقوى قدر الإستطاعة والإمكان ولو أن يذكر العبد ربه لمدة 15 دقيقة في اليوم أو قراءة حزب من القرآن كل ليلة وهكذا لكن مع التوجه والحضور والخشوع قدر المستطاع

لأن الخشوع في البداية يصعب على الذاكر بسبب امتلاء قلبه بالخواطر لمدة سنوات وسنوات مضت لكن مع تدفق جنود النور في القلب تقع التخلية وذلك بالمواضبة على ذكر الله والورد العام اليومي يطمئن القلب بعدها شيئا فشيئا بذكر الله لقوله تعالى ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )

لأن تنوير القلب وتطهيره لا يحتاج فيه الى شيخ تربية وإنما يحتاج فيه لذكر الله بينما يحتاج الى شيخ التربية عند السلوك والترقي وهذا أمر يخلط فيه كثير من الناس فظنوا أن النور لا يأتي إلا عند صحبة الشيوخ فلا يفرقون بين الصلاح وبين العرفان فيمكن للعبد أن يكون صالحا تقيا منورا من غير صحبة شيخ بل الشيخ يطلب فقط للسلوك وكذلك بالنسبة للمعتقدين يطلبونه للبركة وهذا حسن منهم لأنهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم

فأنصح نفسي وإياكم بالتوجه نحو المولى وترك مثل هذه الأمور التي سألتني عنها فهي تأتي عرضا لا غير فلا يجعل العبد كل همه وفكره فيها فلا تعطي للشيطان قيمة لا يستحقها فشتان بينه وبين العبد المؤمن فالمؤمن في أعلى عليين بينما هو في أسفل الأسفلين مطرودا ملعونا إلى يوم الدين فلا تشغل فكرك به مع مداومة الإستعاذة منه ومن شره

إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

03 يناير 2018 08:22


سمعا وطاعة سيدي علي الصوفي سأحاول الا اشغل فكري بهذه الأسئلة على الرغم من أن الفضول أحيانا يجعلني أسألكم في هذه الأمور دون قصد أن تكون همتي متعلقة بمثل هذا .. اعتذر منكم كالعادة محاولا ألا أعود لذلك
معكم كل الحق
فارس النور
عضو جديد
مشاركات: 26
اشترك في: 15 مايو 2017 12:57
آخر نشاط: 18 يونيو 2019 16:59
مكان: دمشق
العمر: 42
اتصال:

06 يناير 2018 23:11

على الصوفي كتب:
ما كتبته سابقا كان في معرض الكتابة في ذلك الموضوع فما كان مقصودا لذاته بل قلت ( متى سهل الله ) أي جاء الأمر عرضا من غير قصد بنية مستقلة أو تكلف وتمحل لذا أنصح نفسي وإياكم...الخ

قلتُ:
ممّا تعلمتُه من مخالطة بعض العارفين، لمدة محدودة جدا في الحقيقة، أنهم كلهم فيهم خصلة قد نستغربها نحن معاشر المحجوبين أو المبتدئين: لا يتكلفون، ولا يخططون، فأقوالهم وأفعالهم، وتصرفاتهم عموما، تكون بحسب الوقت وما يمليه عليهم من وظائف وآداب.. يعني في الغالب. لذا يقولون: الصوفي ابن وقته.
فقد يعِد بشيء لمقتضى ما، لكنه لا يفعله.. فتكتشف أنه في الحقيقة ما وعد، بل علّق الأمر على المشيئة الإلهية.
فَهـْمُ سلوك العارفين ليس أمرا سهلاً.
والله تعالى أعلم وأحكم.
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:


العودة إلى “التصوف و السلوك”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد