رياض الواصلين >> التصوف و السلوك >> كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته

09 سبتمبر 2017 04:40


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه

أكتب هذا محبة في القوم لا كوني أهلا لذلك

قال العارف الواصل سيدي بن عطاء الله السكندري في الحكمة الثالثة عشرة :

كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته ؟
أم كيف يرحل إلى االله وهو مكبل بشهواته ؟
أم كيف يطمع أن يدخل حضرة االله وهو لم يتطهر من جنابة غفلاته ؟
أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته ؟

ذكر هنا درجات أربع هي :

- الشروق
- الرحيل
- الدخول
- الفهم

في مقابلة أربع دركات هي :

- انطباع صور الأكوان في القلب
- تكبل القلب بالشهوات
- جنابة القلب بالغفلات
- هفوات القلب

ذكرها هنا حسب ترتيبها فبدأ بتعريف شروق القلب والأمر الذي يمنعه هو انطباع صور الأكوان في القلب إذ كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته لكون المرآة متى كانت مغطاة بتلك الصور يستبعد شروقها بسبب توجه تلك المرآة تجاه صور الأكوان التي انعكست فيها ظلمتها فلا يرى الرائي فيها غير انعكاسات ظلمة تلك الصور متى علمت أن الكون كله ظلمة
كما قال الحكمة ( الكون كله ظلمة وإنما أناره ظهور الحق فيه فمن رأى الكون ولم يشهده فيه أو عنده أو قبله أو بعده فقد أعوزه وجود الأنوار وحجبت عنه شموس المعارف بسحب الآثار )

ذكر الأكوان جمع كون دون ذكره لكون واحد وهو هذا الكون الظاهر المحسوس لينبهك بداية أن أكوان المحسوسات كثيرة منها الأرض وما يقابلها من الأجرام متى علمت أن هناك سير ظلماني تسير فيه الشياطين من كون إلى كون وتأخذ إليه أتباعهم فمن مادته حصول الكشف الظلماني ...
انطباع صور الأكوان في القلب أي تعلق القلب وجولانه فيها وميله إليها وقصده نحوها فما غطى القلوب شيء أكثر من انطباع صور الأكوان ومحابها فيها (  وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا )

وهؤلاء أصناف منهم :

- أهل دنيا ( مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا )
- أهل آخرة ( وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ) أي يريدها لذاتها

بينما القاصد الصادق لا يريد غير وجه ربه تعالى ( يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) فالميل عن غير هذه الإرادة دركاته أربع كما أشار إليه المؤلف رضي الله عنه وهي ( انطباع صور الأكوان والتكبل بالشهوات وجنابة الغفلات وعدم التوبة من الهفوات ) إما ظلمة أو شهوة أو غفلة أو هفوة فأخطرها الظلمة وأشدها الشهوة وأسوؤها الغفلة وأفسدها الهفوة فمهما قصد السالك غير وجه ربه أو مال قلب السائر إلى غيره فبسبب تقدم هفوة أو حصول غفلة أو تكبل بشهوة أو انطباع صورة

القلب : بمحو صور الأكوان منه تنجلي مرآته وبكسر قيد الشهوة فيه يرحل ومعنى الرحيل تحقق السير وبطهارته من جنابة الغفلة يدخل حضرة الله فلا يدخل حضرة الله غافل وبتوبته عند الهفوة يرجع إلى أصل الفطرة ويفهم دقائق أسرار الحضرة


إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

09 سبتمبر 2017 15:44

نورتم ظلمة فهمنا زادكم الله نورا على نور
أنوار
عضو جديد
مشاركات: 11
اشترك في: 24 مايو 2017 03:33
آخر نشاط: 03 نوفمبر 2017 16:13
مكان: الدار البيضاء
العمر: 47
اتصال:

09 سبتمبر 2017 17:13

ما أعز هذا السفر والرحيل ، وما أقل الزاد .
وإن كان سيدنا علي صلوات الله وسلامه عليه وآل البيت أجمع كان قد قال : آه آه من قلة الزّاد وبعد السفر ووحشة الطريق . فماذا نقول؟؟؟!!!
اللهم ارحم ضعفنا وعجزنا ونقصنا وتجاوز عنا، وأعلي همتنا وفهمنا وعلمنا وأبصرنا بفضلك وكرمك يا رحمن...

زادكم الله نورا ورفعة سيدي ، وزادنا فهما.
صورة العضو الشخصية
حنان الشريف
عضو جديد
مشاركات: 10
اشترك في: 16 أغسطس 2017 17:08
آخر نشاط: 05 يونيو 2019 21:43
مكان: *
اتصال:

10 سبتمبر 2017 08:04

مدد....
عابرسبيل
عضو نشيط
مشاركات: 44
اشترك في: 15 يوليو 2017 22:49
آخر نشاط: 21 مارس 2018 23:01
مكان: مدينة
العمر: 28
اتصال:

10 سبتمبر 2017 20:23

جزاكم الله خيراً سيّدي
عبدالله حرزالله
عضو نشيط
مشاركات: 61
اشترك في: 01 مايو 2017 16:46
آخر نشاط: 22 مارس 2018 20:58
مكان: نابلس-فلسطين
العمر: 36
اتصال:


العودة إلى “التصوف و السلوك”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد