رياض الواصلين >> الإيمان والتوحيد >> استئذان من علي الصوفي

18 مايو 2017 13:00


السلام عليكم سيدي علي، وأسأل الله أن تجدكم رسالتي في خير وعافية.

عندي مقال كتبته عن "أسماء الله الحسنى". وأردتُ نشره في هذا المنتدى المبارك. ثم تفكرتُ أن الأمرَ جدٌّ كله، وأنني متطفل على هذه الموضوعات الشريفة، فإن أشرف ما في الوجود كله وأعظمه وأكبره: هو الله الرب خالقـُه.. ووجدتُ أن ما كتبتُه تلفيق من هنا وهناك، فهو من علوم الظاهر. والعلم بالله لا يكون إلا بالظاهر والباطن معا. وقلتُ في نفسي: سيدي علي أوْلى بالحديث عن الله وأسمائه الحسنى وصفاته المُثلى، ولن أتقدّم عليه حتى لا يشملني النهي الوارد في القرآن الكريم: (( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله، واتقوا الله إن الله سميع عليم.))
فإن شئتم نشرتُ المقال حتى تعقّبوا عليه وتصححوا ما فيه، ويكون بإذن الله منطلقا لكتابتكم في هذا الموضوع العالي المتعالي.
وإن شئتم أمسكتُ عن نشره، وكتبتم ما شئتم ممّا أفاض به الله عليكم من العلم به وبأسمائه وصفاته.. جلّ وعلا.
جزاكم الله خيرا ونفع بكم: دنيا وأخرى.
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:

18 مايو 2017 22:51


وعليكم السلام فضيلة الدكتور إلياس بلكا

لا حرج من نشر ما تكتبونه متى كان متوافقا مع أحكام الشريعة والحقيقة لأنّ العلم هو ما وافق الشريعة والحقيقة معا وإلاّ فهو علم ناقص لذا قيل ( من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن جمع بينهما فقد تحقق )

بالنسبة لشرح أسماء الله الحسنى فقد شرحها كثير من العلماء والأولياء على حد سواء من أهل الشريعة ومن أهل الحقيقة ولا أرى شروحاتهم إلا كغيث نافع تشفي العليل وتروي الغليل وفيها غنية

أمّا بالنسبة للعبد الفقير فلا أرى نفسي عالما ولا محققا واصلا ولا عارفا كاملا فتكون لي مقدرة وتأهيلا على الخوض في ذلك فحالي كما ترى يدعو للرثاء إن لم يتغمدني الله تعالى برحمته الواسعة

اعلم أنّ مباحث التوحيد والإيمان لها من المراتب ثلاث : مباحث في مستوى العقول والأفكار ( كما بحث ابن رشد وغيره رحمهم الله جميعا ممن كان على شاكلته من قبل ) ومباحث في مستوى القلوب والأنوار ومباحث في مستوى الأرواح والأسرار

فالناس ثلاثة : عوام وسائرين وواصلين أو قل مؤمنين وموقنين ومحسنين فنظر المؤمن ليس هو نفس نظر الموقن ونظر الموقن ليس هو نظر المحسن وهكذا

فنحن وغيرنا عندما نكتب في مبحث من مباحث التوحيد إنما نكتبه من حيث مقامنا وحالنا وعلمنا لا غير أو ننقل عن العلماء والعارفين القدامى أو الحاضرين أو نتصرف في كلامهم بالترجيح والتحسين ... الخ والأسلم في كل هذا الإعتماد على كلام المحققين من أهل الله تعالى رضي الله عنهم

فإذا عزمتم على نشر ما كتبتموه فانشروه وسوف أعرضه على العارفين من أهل الله تعالى ليعطوا رأيهم فيه
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم


إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

19 مايو 2017 21:47

أسماء الله الحسنى:
إلياس بلكا
الكون في حقيقته عبارة عن تجليّات لا تنتهي لأسماء الله تعالى. وفي تراثنا الإسلامي مكتبة مستقلة ومتخصصة في موضوع أسماء الله وصفاته، ولازلنا نحتفظ بكتب إبراهيم الزجاج اللغوي والحافظ أحمد البيهقي وعبد الكريم القشيري وأبي حامد الغزالي والفخر الرازي وأبي عبد الله القرطبي.. وغيرهم ممّن كتب كتابا كاملا في الأسماء الإلهية.. ناهيك عمّا جاء في كتب أخرى وعلوم أخرى كالتفاسير وشروح الأحاديث وكتب العقائد والتصوف.. فكثير منها تعرّض لموضوع الأسماء قليلا أو كثيرا، كما فعل مثلا ابن حجر في فتح الباري عند شرح حديث أبي هريرة: إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنّة.
ثم ظهر عندنا نمط آخر من التأليف، وهو نظم الأسماء الحسنى ليسهل حفظها، فبرزت منظومات عبد القادر الجيلاني وأحمد الدردير ومصطفى البكري وعبد الغني النابلسي.. وأشهرها منظومة شمس الدين الدمياطي المعروفة بـ:الدمياطية، لها شروح كثيرة.
وقد تواصل التأليف في زمننا هذا في الأسماء الحسنى، فكتب كلٌّ من: ابن صديق خان وأحمد عبد الجواد وعبد الرزاق البدر وعبد المقصود السالم وأحمد سعد العقاد وكمال عبد الحميد ومحمد الحمود وزين محمد شحاته ومحمد بكر إسماعيل وأحمد الشرباصي.. كما نظمها شعرا بعض المُحدَثين، منهم: إبراهيم أبو خليل ومحمد تقي الدين الهلالي.
ومن أهم المشكلات العلمية المشهورة للموضوع: هل الأسماء توقيفية فنلتزم فيها بالنص الشرعي، أم هي اجتهادية فيجوز أن نستنبط أسماء جديدة؟ وهل الاسم هو عين المُسمى؟ وهل يجوز اشتقاق الاسم من الصفة، وكذا من الفعل، مع أن أفعال الله لا نهاية لها؟ وما المقصود بإحصاء الأسماء؟ وما معنى الإلحاد فيها؟ إلى آخر الأسئلة التي يجمعها سؤال المنهج: ما المنهج في إثبات الأسماء الحسنى وتفسيرها؟
ثم عادة ما يلجأ الكاتبون إلى شرح كل اسم على حدة، وبيان كيفية التعلق به –حين يصحّ التعلّق-، فالله مثلا رحيم، وعلى الإنسان أن يأخذ بحظّ من هذه الصفة فيكون رحيما بالخلْق أجمعين.. وهكذا. وهذا باب آثار الأسماء في الكون وفي المؤمن.
ومن قضايا الموضوع أيضا: الاسم الأعظم، فقد جاءت الأحاديث بالتواتر أن لله اسما هو الأعظم والأجلّ والأكبر، مَن علِمه فقد انفتح له باب هائل من المعرفة بالله وبخَلْـقه، ويُستجاب دعاؤه، ويكون له تصرّف في بعض الأمور بإذنه، وبه فسّر بعض العلماء قصة سليمان لما أراد أن يحضِر عنده بفلسطين عرشَ بلقيس وهي باليمن: (قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك، وإني عليه لقوي أمين. قال الذي عنده علم من الكتاب: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك.. الآية).
ثم إنّ أشهر الروايات في عدّ الأسماء هي رواية الوليد بن مسلم التي رواها الترمذي، وتوجد روايات أخرى للبيهقي والحاكم.. لذا اجتهد العلماء في إحصاء الأسماء، فكان منهم ابن منده وابن حزم وابن العربي وابن الوزير وابن حجر.. وهؤلاء يتفقون على معظم الأسماء ويختلفون في أقلها. والسبب أنه لا توجد رواية صحيحة وثابتة وصريحة، بل رواية الوليد أحسنها، لذا حازت على قبول الجمهور قديما، وإن انتقدها بعض أهل العلم المعاصرين، خاصة من أصحاب التوجّه السلفي، لذا وضع بعضهم إحصاءات جديدة، لكنهم بدورهم اختلفوا ولم يتفقوا على لائحة واحدة للأسماء الحسنى، كما فعل الشيخ محمد العثيمين والعلامة عبد الرحمن السعدي ومحمود عبد الرزاق الرضواني..
مثلا من الأسماء في إحصاء ابن حزم: المِحْسان، وعند غيره: الجواد، والبرهان، والطيّب، والسرمد.. حتى إنني جمعت من كلام العلماء وإحصاءاتهم لائحةً فاقت سبعمائة اسما من أسماء الله سبحانه. بل يرى بعض العلماء أن أسماء الله لانهائية، أي عددها لانهائي، وأن الحسنى هو أفضلها أو من أفضلها، على القول بجواز التفاضل في الأسماء.
لذلك نحتاج إلى عمل كثير في الموضوع، ومن نواح متنوعة، فالمطلوب مثلا:
- إخراج المؤلفات المخطوطة في الأسماء الإلهية وتحقيقها تحقيقا علميا.
- حصر كل ما ورد في السنّة مما له علاقة بالأسماء، وهذا عمل لم يقم به أحد إلى الآن بحسب علمي. وبعض الأسماء إنما ثبتت بالحديث الصحيح كالمُسعّر والمنّان والرفيق والسُّبوح والجميل.
- بحث مناهج العلماء الذين كان لهم اهتمام خاص بعلم الأسماء، على نحو ما فعل مشرف الغامدي في كتابه "مَنْهَجُ الإِمَامِ ابْنُ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةِ فِي شَرْح أَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى".. مثلا أتوقع أن تكون النتائج ممتازة إذا درسنا منهج ابن عربي وآراءه في الأسماء الإلهية.
- دراسة جوانب أخرى في الأسماء لم تحظ بالاهتمام الكافي، كالآثار التربوية، على نحو ما فعل عبد العزيز بن الجليِّل في كتابه " دِرَاسَةٌ تَرْبَوِيَّةٌ للآثَارِ الإِيمَانِيَّةِ وَالسُّلُوكِيَّةِ لأَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى".
- تخصيص كل اسم على حِدة بدراسة مستقلة شاملة وعميقة، تتبع الاسم في الكتاب والسنة وفي أقوال العلماء وفي آثار الاسم الكونية والتربوية والإيمانية.. بحيث تكون الدراسة موسوعة حقيقية.
- الدراسة البلاغية والإعجازية للتناول القرآني للأسماء الإلهية، كالتناسب بين موضوع السورة القرآنية الواحدة وأسماء الله الواردة بها. وبين أيدينا مثلا دراسة الأستاذ جمال أسطيري.
- دراسة خواص الأسماء، إذ لكل اسم تأثير خاص على ذاكره، فأنت إذا ذكرتَ كثيرا اسم النور يكون أثره فيك مختلفا عن ذكر اسم الغفور.. عن ذكر اسم القريب.. عن ذكر اسم الوهاب، أو المتعالي.. وهكذا. وهذه أمور جرّبها المسلمون منذ قرون، ولا يزالون، فهي مؤكدة. ولعلّ من أحسن الكتب المعاصرة في الخواصّ كتاب عبد المقصود سالم رحمه الله. لكن لا يزال موضوع الخواص يحتاج لتدوين منظم ومرتب.
فالمقصود أنه لابدّ من مقاربة موضوع الأسماء بمقاربة علمية شاملة، إذ أكثر من كتب في الموضوع تناوله أساسا من منظور الدعوة والوعظ..
والحاصل أن علم الأسماء الإلهية علم فخم مجيد، رفيع القدر، عظيم المكانة.. وهو مع ذلك علم لذيذ لا يُشبع منه أبدا. فمن اهتمّ به وصرَف فيه جزء من عمره كان رابحا وعاش ومات سعيدا. بل هذا أعلى العلوم منزلة وأشرفها لتعلّـقه بالله سبحانه.. وأيّ شيء أكبر من الله؟
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:

19 مايو 2017 23:58


قال تعالى ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

قال هنا " وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى " فخرج غير الحسنى لئلا يعتبرها المعتبر من أسماء الله تعالى فيقع الإلحاد فيها ( وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ) ومعنى الإلحاد الميل عن القصد أي الميل بالأسماء عن مقتضياتها ولوازمها التي لا تفارقها بحال متى علمنا أنّ أسماء الله تعالى لا تدلّ إلا على الذات الإلهية من كل وجه فكل من سلك بها غير هذا المسلك فقد ألحد فيها سواء من حيث الإشتقاق أو من حيث تحريف معانيها أو من حيث التوجّه بها إلى غير عينها متى علمنا أنّ الإسم عين مسماه

قال هنا ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) لئلا تدعو غيره بأسمائه أو تتوجّه بها إلى غيره متى علمت أنّ تلك الأسماء محيطة بالعوالم كلّها والوجود بأسره فلما كان الوجود فقيرا إلى ربه فقرا ذاتيا صحّ دعاؤه بتلك الأسماء لأنّها تدل على كمال معنى الغنى الإلهي الشامل فكيف تعتقد النفع والضر من غيره وهو النافع الضار لذا قال ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) لئلا تتوجّه بالدعاء إلى غيره فتلحد في أسمائه من حيث ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )

إنّما ذكر سبحانه أنّها حسنى حتى تفهم حضرات تلك الأسماء وأنّها كلّها خارجة من حضرة الإحسان أي حضرة الرحمة التي هي حضرة الحقيقة لذا قال تعالى ( الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) فأنبأك أنه علّم القرآن من حيث أنّه " الرحمان " وخلق الإنسان من نفس تلك الحيثية وبهذا الإسم استوى على العرش ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) لتعلم أنّه رئيس الأسماء أعني إسمه ( الرحمان ) بعد إسمه الجامع سبحانه " اللـــه " الذي هو الإسم المفرد الأعظم

متى علمت أنّها حسنى تدرك أنّ الميزان في معرفة أسماء الله تعالى من غيرها وتمييزها عنها كونها حسنى بخلاف غيرها من الأسماء فهي مهما كانت شريفة وعالية فلا ترتقي إلى مرتبة " الحسنى " إلاّ بها

في هذا الباب توجد حقائق كثيرة لأنّ علوم الحقائق كثيرة ومتنوعة ومتداخلة كشبكة الصياد لهذا كان عالم المعاني واسعا لوسع عالم الحقائق ونعني عالم الحقائق أي حقائق المعارف التوحيدية فلا يقدر التعبير عنها من شيء لقوله تعالى ( قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ) فردّك إلى حجمك الطبيعي لقوله تعالى ( وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ) ففي الحقيقة من يريد أن يقيد الأسماء الإلهية المطلقة أو أن يحصيها فهو يرنو المستحيل وإنما يجوز فقط احصاء ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنّة لقوله عليه الصلاة والسلام ( ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) ومعنى الإحصاء هنا معرفتها والدعاء بها وحفظها ولا يفيد الحديث تقييد عدد الأسماء الإلهية وإنما دل على أصولها لأنّ كل إسم قد يكون له فروع من أسماء كثيرة فيرد كل إسم لحضرة أصله كما ترد الأسماء إلى إسمه الجامع " اللــه "

لذلك نبّه عليه الصلاة والسلام في دعائه إلى اطلاقات عالم الأسماء لأنها لا تدلّ إلا على المسمّى فإذا علمت أن المسمى بها لا بداية له ولا نهاية علمت معنى قوله عليه الصلاة والسلام ( أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك )

تمعن في قوله ( أسألك بكل اسم هو لك ) أي كل إسم يليق بعظمتك وجمالك وجلالك فلا يكون إلا لك ذلك الإسم من حيث :
- ( سميت به نفسك ) أي في أي عالم من العوالم وبأي لغة ولسان كان هذا الإسم
- ( أو أنزلته في كتابك ) أي القرآن ومنها الكتب السابقة
- ( أو علمته أحداً من خلقك ) أي لا يختص هذا التعليم بأهل النبوّة بل هو لأهل العبودية المحضة جميعهم سواء أكانوا أنبياء أم أولياء غير أن الأنبياء والرسل أهل تشريع بخلاف غيرهم فهم تبع لهم في ذلك التشريع ولا يتجاوزون لأن أمر التعليم الخاص يبقى خاصا فيما بين العبد وربه
- ( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) مما لم يطلع عليه مخلوق أي ما لم يقع به التجلي بعد

ورد في كتاب الإبريز عن سيدي عبد العزيز رضي الله عنه فيما رواه من سؤاله تلميذه مؤلف كتاب الإبريز عن أسماء الله تعالى وعددها فقال فيما معناه عن نفسه أنه في مقدار طرفة العين يعلم من أسماء الله تعالى مائة ألف إسم أو يزيد

فهم علوم الأسماء الإلهية من شأن العارفين بالله تعالى ومازلت أدعو الناس أن يأخذوا علمهم الديني على أيدي العارفين بالله تعالى ممن جمعوا بين الشريعة وعلومها وبين الحقيقة ومعارفها أما ما عدا ذلك ربما كان نزهة فكرية أو نزوة نفسية لا تشفي عليلا ولا تروي غليلا والله أعلم
إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

20 مايو 2017 18:34

على الصوفي كتب:
فهم علوم الأسماء الإلهية من شأن العارفين بالله تعالى ومازلت أدعو الناس أن يأخذوا علمهم الديني على أيدي العارفين بالله تعالى ممن جمعوا بين الشريعة وعلومها وبين الحقيقة ومعارفها أما ما عدا ذلك ربما كان نزهة فكرية أو نزوة نفسية لا تشفي عليلا ولا تروي غليلا والله أعلم

هذا هو خلاصة الكلام.. نسأل الله سبحانه أن ييسّر لنا الأخذ عن العارفين الراسخين.. بارك الله فيكم أخي أ.علي.
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:


العودة إلى “الإيمان والتوحيد”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد