رياض الواصلين >> الحديث وفقه السيرة >> مبادئ علم : مصطلح الحديث

14 أغسطس 2017 15:38

مبادئ علم (مصطلح الحديث) لأبي أسامة الأثري

قال الصبَّان - رحمه الله -:

إِنَّ مَبَادِي كُلِّ فَنٍّ عَشَرَهْ
الحَدُّ وَالْمَوضُوعُ ثُمَّ الثَّمَرَهْ
وَنِسْبَةٌ وفَضْلُهُ وَالوَاضِعْ
الِاسْمُ الاسْتِمْدَادُ حُكْمُ الشَّارِعْ
مَسَائِلُ وَالبَعْضُ بِالْبَعْضِ اكْتَفَى
وَمَنْ دَرَى الْجَمِيعَ حَازَ الشَّرَفَا



1- الحد:

الحدُّ في اللغة: الحاجِز بين شيئين.
ومِن كلِّ شيء: طرَفه الدقيق الحاد ومنتهاه.
ويقال: وَضَع حدًّا للأمر: أنهاه.
وفي الاصطلاح: عبارة عن المقصودِ بما يحصُره، ويُحيط به إحاطةً تمنع أن يدخُل فيه ما ليس منه.

وشرْطُه أن يطَّرِد ويَنعكِس، فيُوجَد بوجودِه، وينعدم بعدمِه.

ومصطلح: (مصطلح الحديث) من المصطلحات المركَّبَة، ولذِكْر حدِّ أي مصطلح مركَّب ينبغي تناولُه من وجهَيْن:
◘ باعتبار مفرداته.
بمعنى أن نعرِف كلَّ كلمة مِن مركَّباته على حِدَةٍ.

◘ وباعتبار أنه لقبٌ على عِلم خاص.
يَعني اعتبار المركَّب اللفظي لقبًا للعِلم المراد تعريفه، إذا أُطلق عُلِمَ أنَّه المراد من الإطلاق.

أولاً: (تعريف مصطلح الحديث باعتبار مُفرداته):

يتكوَّن هذا المصطلح المركب من كلمتين:
◘ المُصطلح.
◘ الحديث.

أمَّا المصطلح فهو: عبارة عن رمْز، أو لفْظ، يستخدمه أهلُ فنٍّ من الفنون، أو عِلم مِن العلوم للدَّلالة على أشياءَ خاصَّة بعِلمهم أو بفنِّهم.
وقيل: لكلِّ علم مصطلحاته الخاصَّة به.

وقدْ تشترك عدَّةُ علوم أو فنون في استخدام مصطلح واحِد، ويكون له معنًى خاصٌّ في كلِّ موضع، وقد يُساء فَهْم هذا المصطلح، أو يُحمَل على معناه في علمٍ آخَر، فيحدث الاختلاط، وكم مِن إشكال وقَع وكان سببه الاشتراك اللفظي.

أمَّا (الحديث) في اللُّغة فيأتي على عِدَّة معانٍ، منها:
◘ كل ما يُتحدَّث به مِن كلام وخبَر.
◘ الجديد.

أمَّا في الاصطلاح فهو: ما أُضيف إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - من قول، أو فعل، أو إقرار، أو صِفة خُلُقية، أو خِلْقية وصِف بها الحبيبُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في اليقظة أو المنام، حالَ النبوَّة.

وعِلم الحديث ينقسم قسمَيْن:
◘ عِلم الحديث رِواية.
◘ وعِلم الحديث دِراية.

والمقصود بالأوَّل: هو النَّقْل، والمقصود بالثاني: القواعِد التي تحكُم هذا النقْل.

ثانيًا: علم مصطلح الحديثِ باعتبار أنَّه لقبٌ على عِلم خاص:
هو عِلمٌ بقواعدَ يُعرَف به أحوالُ الراوي والمروي.

2- الموضوع:

موضوع علم (مُصطلح الحديث): السَّنَد والمتن وما يتعلَّق بهما.
والسند: سلسلةُ الرُّواة الموصلة إلى المتن.
والمتن: ما يَنتهي إليه السَّند مِن الكلام.

3- الثمرة:

يُحصِّل الإنسانُ بدِراسته لهذا العلم فوائدَ عِدَّة، منها:
◘ معرفة الصحيح مِن السقيم في الحديثِ المنسوبِ إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى يُتَّبع الصحيح، ويُطرَح السقيم.
◘ تنقيةُ السُّنَّة وحفظها من عبَث العابثين.

4- النسبة:

نِسبة هذا العِلم إلى غيرِه التبايُن.
يعني الاختلافَ، فهو يختلف عن غيرِه من العلوم الشرعية، ونِسبته إلى علم الحديث كنِسبة عِلم أصول الفقه إلى الفِقه، وكنسبةِ علم أصول التفسير إلى التفسير.

5- الفضل:

هو مِن أفضل العلوم الشرعيَّة، وأشرفها، وفضْلُه يأتي من موقعِه من حديثِ رسولِ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – ومن كونه الحصن الذي تتكسَّر عنده مطامعُ المفسدين والعابثين بدِين ربِّ العالمين، وسُنَّة خير المرسَلين.

ومِن كونه وسيلةَ الاتباع الصحيح للرسول – صلَّى الله عليه وسلَّم – والوسائل لها أحكامُ المقاصد؛ قال – تعالى -: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران: 31].

6- الواضع:

واضِع هذا العِلم هو أبو محمَّد الحسن بن عبدالرحمن بن خلاَّد الرَّامَهُرمُزي، المُتوفَّى سَنَة 360 هـ، وكتابه: (المُحدِّث الفاصِل بين الرَّاوي والواعي) يُعدُّ أوَّل كتاب صُنِّف استقلالاً في هذا العلم.

7- الاسم:

يُطلَق على هذا العِلم عِدَّةُ أسماء منها:
◘ علم أصول الحديث.
◘ مُصطلح الحديث.
◘ علوم الحديث.
◘ علِم الحديث دراية.

8- حُكم الشَّارع:

تعلُّم هذا العلمِ فرْضُ عين على كلِّ مَن أراد النظرَ والاستدلال من الكتاب والسُّنة، وفرض كفاية على مَن سواهم.

9- الاستمداد:

تُستمدُّ قواعدُ هذا العِلم من الكتاب والسُّنة، وأقوال أئمَّة الشأن.

10- المسائل:

السند والمتن وما يتعلَّق بهما.
نور الصفاء
عضو نشيط
مشاركات: 115
اشترك في: 22 إبريل 2017 02:38
آخر نشاط: 13 إبريل 2020 09:23
العمر: 50
اتصال:

العودة إلى “الحديث وفقه السيرة”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد