إلى إخواننا في الله ورسوله ...
وبعد :
فقد تذاكرنا في الزاوية بما يتعلق بالطريق وقد جرنا الحديث إلى الخلاصة التالية :
قال سيدي محمد المداني رضي الله عنه :
" الطريق له بداية وله نهاية أما بداية الطريق فهي المحافظة على الفرائض والتخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل وأما نهايته فهو الأنس بالله والغيبة عما سواه "
1- بداية الطريق :
أ- المحافظة على الفرائض : على المريد أن يحافظ على أداء الصلوات في أوقاتها لأن من حافظ على صلاته كان لما سواها أحفظ فهي تقول كما ورد في الحديث " حفظك الله كما حفظتني وإذا ضيعها تقول له ضيعك الله كما ضيعتني "
وعليه لا يعبأ بمريد لا يكون محافظا على فرائضه ولا يستقيم له حال ولا تنتج له ثمرة في طريق الله
ب- التخلي عن الرذائل والتحلي بالفضائل : على المريد طالب الوصول أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة المحمدية ويتأدب بآداب السادة الصوفية من صدق وحلم وتواضع واخلاص ومحبة إلى غيرها
ويتخلى عن كل رذيلة تذمها الشريعة كالكذب والمكر والخديعة والغيبة والنميمة وما إلى غيرها وعليه فمن كانت بدايته صحيحة كانت نهايته صحيحة فالمريد الذي يبدأ بداية صحيحة في طريق الله يرجى له القبول والفتح والوصول
2- نهاية الطريق :
وأما نهاية الطريق فهي الأنس بالله والغيبة عما سواه وهذه هي الغاية المنشودة والهدف المقصود من سلوك الطريق وذلك لا يتحقق بمطالعة الكتب ولا بالمحاضرات ولا بحفظ الأقوال قال سيدي أحمد العلاوي رضي الله عنه
تلفّ الأقوال تحكي كقولهم *** هذا شهد الزنبور أي عسل النحلة
فبداية التصوف يمكن أخذها من بطون الكتب أما حقيقته فلا تحصل إلا بالفناء في الله والغيبة عما سواه والبقاء به وهذا لا يكون إلا بالإستغراق في ذكر الإسم الأعظم
فإذا أردت أيها الفقير الطالب الوصول السالك طريق أهل التحقيق نيل ثمرة الطريق وغايته وأن تكون من السابقين فعليك بالتوجّه بذكر الإسم المفرد اللـــه فتصفو بعد الكدر وتنجلي مرآة قلبك ويفرغ من السوى فيكون محلاّ لإشراق أنوار الإحسان وتصير من العارفين أهل الشهود والعيان
فلا يكتفي الفقير بمجرد الإنتساب ولقلقة اللسان والجري وراء الأوهام فيحرم من الفوز بمراتب أهل القبول السادة الفحول فليبك على نفسه من ضاع عمره وليس له فيها نصيب ولا سهم فيا سعادة من استمع القول واتبع أحسنه وشمر عن ساعد الجد وجدّ واجتهد ما دام حيا قبل أن يفوت الأوان
وإن فاتك الوصول عند حياته *** فالفوت فذاك الفوت صح بعد النقلا
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه .والسلام .
رياض الواصلين >> كتب ورسائل الشيخ فتحي بن أحمد السلامي القيرواني >> من رسائل مذاكراته للمريدين
العودة إلى “كتب ورسائل الشيخ فتحي بن أحمد السلامي القيرواني”
الموجودون الآن
المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد