رياض الواصلين >> المنتدى العام >> حامل المسك

09 يونيو 2019 21:11


قال الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ
و قال ابن حزم :
عَلَيْكَ بِأَرْبَابِ الصُّدُورِ فَمَنْ غَدَا * مُضَافًا لِأَرْبَابِ الصُّدُورِ تَصَدَّرَا
وَإِيَّاكَ أَنْ تَرْضَى بِصُحْبَةِ نَاقِصٍ * فَتَنْحَطَّ قَدْرًا مِنْ عُلَاكَ وَتُحْقَرَا

من هنا نتذكر أنه من اللازم علينا نحن في زمن استحواد مواقع التواصل الإجتماعي و استيلائها على اوقاتنا ، التنبه إلى أنه ليس لكل صديق الحق أن يهدر أوقاتنا و لو تحت غطاء المجاملات اللامتناهية كلما ابدع احدنا في كتابة كلمة أو مقال ، كما ليس لنا الحق نحن كمسلمين أن نستسلم إلى ما نجر إليه من تخلف و استغباء العقول سذاجة منا أو نتيجة حسن ظن واهم أو حتى هروبا من واقع مؤلم لا نقبله أو نرضاه ، فمن يجيد الهروب هو ذاك الذي يفر إلى الله إن فهم .

أما الإبداع الحقيقي في الأصل هو في ادراكنا أن لا نجاة لنا في زمننا هذا إلا في اعطاء الأولوية و تخصيص الوقت الأوفر لذكر الله حتى نحضى بمجالسة من هو اولى بالمجالسة ، قال تعالى : أنا جليس من ذكرني ، فمن كان الحق جليسه فهو أنيسه ، و حفيظه و سنده ، و كنزه ، و لابد أن ينال من مكارم خلقه ، فشتان بين من يجالس الحق سبحانه و تعالى و بين من يجالس صديق ربما لا تعلم حتى حقيقة هويته ..
أما من جلس إلى قوم يذكرون الله فإن الله تعالى يدخله معهم في رحمته ، فإنهم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم
و في اتخاذ الخلبل و الصاحب الطيب فقد جاء في الحديث :
" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخَالِل"
و قال عليه الصلاة و السلام : " لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلا غَيْرَ رَبِّي لاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرِ خَلِيلا "
و عن أَبي موسى الأَشعَرِيِّ : أَن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ:
إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً
متفقٌ عَلَيهِ.
فإن لم توقظنا هذه الأحاديث المباركة و تشحن هممنا فما علينا إلا مداومة الإستغفار عساها تغفر الذنوب التي تحجب عن قلوبنا الفهوم و الانوار ، فلا نجاة حقيقة إلا في الفرار إلى الله و السلام
نسأل الله تعالى العفو و العافية و التوفيق و الهداية إلى الطريق المستقيم .
نور الصفاء
عضو نشيط
مشاركات: 115
اشترك في: 22 إبريل 2017 02:38
آخر نشاط: 13 إبريل 2020 09:23
العمر: 50
اتصال:

العودة إلى “المنتدى العام”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائران