رياض الواصلين >> المنتدى العام >> النخب العربية - بين فقدان الوازع الديني والرادع الأخلاقي -

21 يونيو 2017 02:32

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله

كتبت مرارا وتكرارا أن نكسة الأمة العربية وخيبتها سببها الأول والأخير يتمثل في نخبها بدرجة أولى تلك النخب التي تجردت من كل وازع ديني أو رادع أخلاقي وحس إنساني فهي كالحيوان أو قاسية كالحجارة قلوبها

حدثني صديق لي كان يتابع شأن بعض النخب العربية ويغشاهم في محافلهم بقوله :

هي نخب فاسدة بامتياز ديدن كثير منهم شرب الخمور مع كثرة الفسق والفجور لا يتناهون عن منكر معاملاتهم فيما بينهم مبنية على الرشوة فيما يسمونه - القهوة - غارقون في الفساد المالي والأخلاقي مثلهم الأعلى العلج الإباحي الأوروبي الذين يعتبرونهم من كبار المثقفين يتبعونهم في كل شيء حتى في طريقة معيشتهم لا يفتخرون بأمجادهم الإسلامية ولا بتاريخهم العريق بل ربما يستحي بعضهم من ذكر ذلك في حضور العلج الأجنبي ...

قلت :

ربهم الأعلى هو محبة المال والدنيا والجاه والظهور لا يراعون غير مصالحهم الشخصية تفشى في قلوبهم صنم الأنا والغرور والكبر والصعلكة التنظيرية

لا يوجد أتفه منهم غالبيتهم يحترفون وظائف دنيوية للسطو على مال الفقير ..

تفشي الخمور والفجور فيما بين تلك النخب كأهل المحاماة والقضاء وكذلك بين الأطباء الذين يستولون على جيب المريض قبل أن يرسلونه إلى مثواه الأخير شيء رأيته بعيني تجد بلاد كاملة تعيش على ثقافة السرقة والحيلة والخديعة هذا في جميع البلاد العربية دون إستثناء بما فيها بلدي تونس بلد الإباحية والخمور والفجور وقد زرت من قبل دمشق فلم أر فيها غير تاجر واحد صدوق في مكان قريب من سوق الحميدية وكنت توقعت أن يحل بشعب سوريا ما تراه اليوم لما كان فيهم من نفاق وكذب ومحبة للدنيا وتصنع وتكلف حاشا الصالحون من الصادقين المؤمنين وهم قلة ..

كذلك تجد هذه الفوضى وهذا الحال فحدث ولا حرج عن غالبية شعب مصر واختزالهم العالم في مصر وفوضوية غالبية شعب الجزائر وتعنتهم وجهلهم المدقع بل شعوب عربية بأسرها تعيش على ثقافة النفاق ومحبة الدنيا والكبر والأنانية والغرور والزنا والفساد والأحقاد تتلاعب بها الشياطين تلاعبا كبيرا يعرفون ميسي لاعب كرة القدم اليهودي الأصل وبه يفتخرون وعليه يتخاصمون ويتشاجرون ويعرفون عنه كل كبيرة وصغيرة ولا يعرفون شيئا عن رسول الله عليه الصلاة و السلام أو عن صحابته و أهل بيته الكرام - تصوّر ؟ -

كل هذا كان بسبب تلك النخب الفاسدة التي تلقت الشهادات و تفاخرت بالإجازات وهم أفرغ من كل فارغ بل ما هم غير رويبضات تافهين لا قيمة لهم وكلاء الإستعمار في البلاد العربية لهذا وصلت الأمة الى هذا الحضيض الذي تراه اليوم حيث أنك متى اجتمعت بإنسان عربي فكأنك تجتمع بثعلب ماكر أو أفعى سامة لا تدري متى تلدغك أو بك تغدر ..

إن فكر الإنسان العربي اليوم فيه من الخبث والعمالة والنفاق ما ملأ الآفاق ثم بعد ذلك يظنون أنفسهم أنهم شعب الله المختار حالهم كحال بني اسرائيل وأحلافهم من النصارى الذين قالوا ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) رغم ان بني اسرائيل قيل في حقهم ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) فاغتروا بهذا الوصف ظانين انه سيشفع لهم ولو فعلوا ما فعلوا من الموبيقات والمعاصي وهكذا كان حال المسلمين عندما سمعوا قوله تعالى ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ) فظنوا انفسهم أنهم اليوم كذلك بينما هم اليوم شرّ أمة تعيش بين الناس

لهذا لا بد من عملية تطهير وكنس واسعة تطال تلك النخب الفاسدة المخنثة العميلة وأن تجلد في الساحات العامة وربما يرجمها القادم والذاهب والجالس والماشي حتى يعتبر المعتبرون إن أمة العرب لا تفهم إلا بالعصا الغليظة وتلك طبيعة مزاج العرب عبر تاريخهم لا يفهمون إلا لغة العصا فذلك طبعهم وما بالطبع لا يتغير لقساوة قلوبهم وتحجر أرواحهم مما كان سببا في خروج داعش وأخواتها منهم .. فأمة تفرخ داعش وأخواتها حقيق بها أن لا تتصدر لحكم العالم فضلا عن أن تكون سيده ..

من قيّد دين الإسلام في العرب فهو واهم والذي أراه أن العرب سُلبوا الدين وأن الدين في المستقبل سيكون في قلوب الأعاجم كالأتراك وأهل باكستان وماليزيا وأفغانستان والشيشان وغيرهم قال الله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )

الآية صريحة في بابها

إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

21 يونيو 2017 07:32

موضوع هام جدا جدا جزاكم الله خيرا
ليتنا نستيقظ
و يا ليتها تحيى القلوب من جديد فتنضج العقول و يقوم الرجال ..
إلى متى يا أمة الحبيب -صلى الله عليه و سلم- ..
إلى متى ..
أنوار
عضو جديد
مشاركات: 11
اشترك في: 24 مايو 2017 03:33
آخر نشاط: 03 نوفمبر 2017 16:13
مكان: الدار البيضاء
العمر: 47
اتصال:

21 يونيو 2017 10:51

صدقتم سيدي ولاحول ولاقوة الا بالله
ماهر بركات
عضو جديد
مشاركات: 21
اشترك في: 29 إبريل 2017 12:28
آخر نشاط: 24 إبريل 2019 22:07
مكان: السعودية
اتصال:

21 يونيو 2017 16:23

الله المستعان
عبدالله حرزالله
عضو نشيط
مشاركات: 61
اشترك في: 01 مايو 2017 16:46
آخر نشاط: 22 مارس 2018 20:58
مكان: نابلس-فلسطين
العمر: 36
اتصال:

22 يونيو 2017 03:41

فساد النخب في العالم العربي حقيقة مؤلمة. بل الفساد منتشر في أكثرها، وفي جميع طبقاتها: الحاكمة، والإعلامية، والاقتصادية، والسياسية، والعلمية.. حتى الدينية.
ومن نجا من الموبقات المادية من الخمر والربا والزنا والكذب.. تجده سقط في الموبقات المعنوية، كالحسد والبغضاء والحقد والشره..
وهذه النخب هي المسؤولة الأولى عن أحوال الأمة السيئة. لذا كما قال سيدي علي، ستجري عليها سنة الاستبدال.. ويأتي الله بغيرها. أما هذه فقد يتحقق فيها قوله تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها، فحق عليها العذاب، فدمرناها تدميرا.)
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:


العودة إلى “المنتدى العام”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد