رياض الواصلين >> الأشعار و المواجيد >> قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي

13 مايو 2019 15:59




قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي ** روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ
لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي ** لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي
ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ ** في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف
فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني ** يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ
يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي ** ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ
عَطفاً على رَمقي وما أبقَيتَ لي ** منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي ** والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي
لم أَخلُ من حَسَدٍ عليك فلا تُضِعْ ** سَهَري بتَشْنِيع الخَيالِ المُرجِفِ
واسأَلْ نجومَ اللّيلِ هل زارَ الكَرَى ** جَفني وكيف يزورُ مَن لم يَعْرِفِ
لا غَرْوَ إن شَحّتْ بغُمْضِ جُفُونها ** عيني وسَحّتْ بالدّموعِ الذّرّفِ
وبما جرَى في موقفِ التوديعِ مِنْ ** ألمِ النّوَى شاهدتُ هَولَ الموقفِ
إن لم يكن وْصلٌ لدَيْكَ فعِدْ به ** أَمَلي وَمَاطِلْ إنْ وَعَدْتَ ولا تفي
فالمَطْلُ منكَ لدَيّ إنْ عزّ الوفا ** يحلو كوَصَلٍ من حبيبٍ مُسْعِفِ
أهْفُو لأنفاسِ النّسِيمِ تَعِلّةً ** ولوَجْه مَن نقَلَتْ شَذَاهُ تشوّفي
فلَعَلّ نارَ جوانحي بهُبُوبِها ** أن تنطَفي وأوَدّ أن لا تنطَفي
يا أهلَ وُدّي أنتم أَمَلي ومَن ** نَادَاكُمُ يا أَهْلَ وُدّي قد كُفي
عُودوا لِما كُنْتُم عليه من الوفا ** كَرَماً فإنّي ذَلِكَ الخِلّ الوَفي
وحياتِكُمْ وحياتِكُمْ قَسَماً وفي ** عُمري بغيرِ حياتِكُمْ لم أحْلِف
لو أَنّ رُوحي في يدي وَوَهَبْتُها ** لمُبَشّري بِقُدُومكمْ لم أُنْصِف
لا تحسَبُوني في الهوى مُتَصَنّعاً ** كَلَفي بِكُمْ خُلُقٌ بغيرِ تكلُّف
أخفَيتُ حُبّكُمُ فأخفاني أسىً ** حتى لعَمري كِدْتُ عني أختفي
وكتمْتُهُ عنّي فلو أبدَيْتُهُ ** لوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْف الخَفي
ولقد أَقولُ لِمَنْ تحَرّشَ بالهوى ** عرّضْتَ نفسَكَ للبَلا فاستهدف
أنتَ القَتِيْلُ بأيّ مَنْ أحبَبْتَهُ ** فاختر لنَفْسِكَ في الهوى من تصطفي
قُلْ للعذولِ أطلْتَ لومي طامعاً ** إنَّ الملامَ عن الهوى مُستوقِفي
دَعْ عنكَ تَعنيفي وذُقْ طعم الهَوَى ** فإذا عشِقْتَ فبعدَ ذلكَ عَنّف
بَرَحَ الخَفاء بحُبّ مَنْ لَوْ في الدّجى ** سَفَرَ اللّثامَ لقُلْتُ يا بدرُ اختَفِ
وإن اكتفى غَيري بطَيفِ خيالِهِ ** فأنا الّذي بوِصالِهِ لا أكتَفي
وَقْفَاً عليِه مَحَبتِّي ولِمِحنتي ** بأَقَلّ مِن تَلَفي به لا أشتَفي
وهَواهُ وهْوَ أليّتي وكَفَى بِه ** قَسَماً أكادُ أُجِلّهُ كالمُصْحَفِ
لَوْ قالَ تِيهاً قِفْ على جَمْر الغَضا ** لَوَقَفْتُ مُمْتَثِلاً ولم أتوَقّف
أوْ كان مَنْ يرضى بخدّي موْطِئاً ** لَوَضَعْتُهُ أرْضاً ولم أستنكِف
لا تُنْكِروا شغَفِي بما يرضَى وإن ** هو بالوِصَالِ عليّ لم يتعطّف
غَلَبَ الهَوَى فأطَعْتُ أمْرَ صَبابتي ** من حيثُ فيه عصَيتُ نهْيَ مُعنّفي
مني لَهُ ذُلّ الخَضُوعِ ومنهُ لي ** عِزّ المَنوعِ وقوّة المستضْعِف
ألِفَ الصّدُودَ ولي فؤادٌ لم يزَلْ ** مُذْ كُنتُ غيرَ وِدَادِهِ لم يألَف
يا ما أُمَيْلَحَ كُلَّ ما يرْضَى بِهِ ** ورُضابُهُ يا ما أحَيْلاَهُ بفي
لو أسمَعوا يَعقُوبَ ذِكْرَ مَلاحَةٍ ** في وجهِهِ نَسِيَ الجَمالَ اليوسُفي
أو لو رأهُ عائِداً أيّوبُ في ** سِنَةِ الكَرَى قدماً من البلوى شُفي
كُلُّ البُدُورِ إذا تَجَلّى مُقْبِلاً ** تصبُو إليه وكُلُّ قَدٍ أهيَف
إن قُلْتُ عندي فيكَ كُلُّ صَبَابَةٍ ** قالَ المَلاحةُ لي وكُلُّ الحُسْنِ في
كَمَلَتْ مَحاسنُهُ فلو أَهدى السّنا ** للبَدْرِ عند تَمامِهِ لم يُخْسَف
وعلى تَفَنّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ ** يَفنى الزّمانُ وفيه ما لم يُوصف
ولقد صَرَفْتُ لحُبّه كُلّي على ** يَدِ حُسْنِهِ فحمِدْتُ حُسْنَ تصرّفي
فالعينُ تهوى صورةَ الحُسْنِ التي ** روحي بها تَصبو إلى مَغْنىً خَفي
أسْعِدْ أُخَيَّ وغَنني بحديثه ** وانْثُر على سَمْعي حِلاهُ وشَنِّف
لأرى بعينِ السّمعِ شاهِدَ حُسْنِهِ ** معنىً فأتحِفْني بذاكَ وشَرّف
يا أخْتَ سعْدٍ مِن حَبيبي جئتِني ** بِرِسالةٍ أدّيتِها بِتَلَطّف
فسَمِعْتُ ما لم تسمَعِي ونَظَرْتُ ما ** لم تنظُري وعَرَفْتُ ما لم تعرِفي
إنْ زارَ يوماً يا حشايَ تَقَطَّعِي ** كَلَفاً بِه أو سارَ يا عينُ اذرِفي
ما للنّوَى ذنْبٌ ومَنْ أهوَى مَعي ** إن غابَ عن إنسانِ عيني فهْوَ في

سلطان العاشقين ابن الفارض

فارس النور
عضو جديد
مشاركات: 26
اشترك في: 15 مايو 2017 12:57
آخر نشاط: 18 يونيو 2019 16:59
مكان: دمشق
العمر: 42
اتصال:

العودة إلى “الأشعار و المواجيد”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد