رياض الواصلين >> قضايا ساخنة >> مفاسد تسيّس العلماء والإسلاميين

20 مايو 2019 08:59

السياسة في عالمنا اليوم مستنقع عفن وسخ لا يليق ولوجه من طرف رجال الدين خصوصا الصوفية أهل العبادة والزهادة
لأن كل من دخله وقع في أوحاله النجسة ولا يستطع الخروج منه بعد ذلك كونه فتنة حتى وإن تمكن من الخروج سيخرج مشوبا بغباره مصابا بكير ناره وهذا ما وقع فيه كثير من الدعاة والفقهاء والعلماء كانوا في بداية أمرهم دعاة أجلاء منورين يرشدون الناس إلى ما ينفعهم في حياتهم يعلمونهم أحكام دينهم وأخلاقه ثم بعد دخولهم مستنقع السياسية ببرهة من الزمن قصيرة انقسموا في ذلك إلى فريقين :
- فريق تم ترويضه من طرف نظام الحكم القائم سواء بالترغيب أو الترهيب فغدا من رجالاتهم يسترزقون على موائدهم فأصبحوا يهللون بأعمالهم مدافعين عن ولي نعمتهم وتخلوا عما كان من المفترض أن يدعوا إليه ركبوا ركب سياسة الرؤساء والملوك في كل ما يقررونه ويرونه سواء في الحسن أو القبح وهؤلاء من يطلق عليهم وصف علماء السلاطين ..

- فريق ثان حصل الصدام الأديولوجي القبيح فيما بينه وبين الطبقة السياسية الحاكمة كونه في نظرهم أتى ليسلبهم ملكهم الذي يرونه حقا لهم لا يجوز لأحد مهما كان منازعتهم عليه وإلا أوردوه موارد الهلاك وهؤلاء أدخلوا السجون ومنهم من أعدم وقتل ظلما ومنهم من هجّر وعذّب وسلبت جميع حقوقه الدينية والدنيوية بسبب منازعته على الحكم والسياسة ولا ندخل بعد ذلك في متاهات أيهما الأولى بالحكم والسياسة

لأن القاعدة الفقهية تقول ( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) لكن كثير من الدعاة عكسوا الآية فجعلوا جلب المصالح مقدما على درء المفاسد فوقعوا في المحذور وجلبوا على الأمة الإسلامية الشرور ولا يعني هذا التخاذل عن قول كلمة الحق عند السلطان الجائر ولا النصيحة لهم ولا ابداء عدم الرضى عما يرتكبونه في حق الشعوب من منكر...الخ كل هذا كان من فعل العلماء العاملين رحمهم الله تعالى ...

هؤلاء جروا الويلات على الدين وتضرر الإسلام بسببهم ضررا كبيرا أكثر من الفريق الأول ..
كما لا يعتذر معتذر بعد ذلك بمسألة النوايا الحسنة لأن الممدوح من نوايا العبد الحسنة ما يتعلق بفعله الشخصي في تعامله مع ربه تبارك وتعالى أو في باب تعامله مع الخلق من حيث الحقوق والواجبات

أما عندما يحشر نفسه في شؤون الأمة الكبرى ويتقدم للحديث في مصير البلاد والعباد من غير حكمة ولا قراءة للواقع بلا فطنة ولا ذكاء ولا معرفة بفقه الأولويات فستكون النتيجة سيئة
لذلك فشل الإسلاميون فشلا ذريعا في النهوض بالأمة العربية والإسلامية من كبوتها خلال قرن كامل من الزمان لأن التيار أقوى منهم ومن قدراتهم العقلية في التعاطي السياسي فلو اكتفوا منذ عقود بما كانوا عليه في بدايتهم من الدعوة والتعليم والإرشاد دون الدخول في مستنقع الحكم والسياسة لقدموا للأمة الإسلامية عملا جليلا وخيرا كثيرا لكن السياسة أفسدت عليهم مشروعهم الإصلاحي العام وأبطلت ما يدعونه من قيم ومبادئ ..

إن للحكم والإمارة سكرة أشد من سكرة النبيذ قل من لا تؤثر عليه مما دفع بكثير من الرؤساء والملوك إلى ابادة شعوبهم في سبيل التمسك بالحكم كموسيليني الذي أحرق ايطاليا وشعبها في سبيل بقائه في الحكم وما قصة القذافي وصدام حسين عنا ببعيدة وكذلك بشار الأسد وغيره ممن دمروا بلدانهم وهجروا شعوبهم وقتلوا مئات الألوف من مواطنيهم في سبيل شيء واحد فقط هو البقاء في السلطة لأن الحكم والسلطة هي الربوبية الصغرى بمعنى الملك الذي تبجح به فرعون من قبلهم القائل { وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }

لكنه ظن بعد ذلك أن الربوبية الكبرى بمعنى الألوهية له أيضا فقال { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }

لذا فلا خلافة حقيقية بمعناها النبوي القرآني إلا ما يكون من دولة الربانيين التي مثلها الخلفاء بعد عصر النبوة وكل من سار على أثرهم كعمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس السلطان العادل أو التي سيمثلها المهدي المنتظر من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان أما من سواهم إما أن تكون دولتهم ملك عاض كدولة بني أمية وبني العباس وبني عثمان والتي يسعى الإسلاميون لإقامتها أو تكون الدولة حكما جبريا كما نعايشه الآن لكن الجميع يفضل بلا شك قيام دولة الملك العاض على قيام دولة الحكم الجبري الطغياني لأن دولة الملك العاض أرحم دينيا ودنيويا من دولة الحكم الجبري ..
..
إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

20 مايو 2019 22:03


هل يصح إطلاق مسمى الخلافة الإسلامية على الملك العاض؟
ابومحمد التجاني
عضو جديد
مشاركات: 4
اشترك في: 04 مايو 2019 15:25
آخر نشاط: 01 يناير 1970 01:00
مكان: الخبر
العمر: 51
اتصال:

20 مايو 2019 22:17

نعم يصح " تجوزا " اطلاق ذلك عليه متى شملت تلك الخلافة أنحاء الدول الإسلامية أو أكثرها كما كانت عليه الدولة الأموية والعباسية والعثمانية فكما لا يخفى ففي ذلك خير كثير إن شاء الله وما لا يدرك كله لا يترك جله لذلك عندما دخل الإستعمار إلى المشرق العربي وعند بداية الحروب في بداية القرن الماضي عمد الصليبيون والصهاينة على تقويض الخلافة العثمانية
أكبر شيء يخيف العالم الغربي هو قيام الخلافة الإسلامية الراشدة مرة أخرى - الإمبراطورية الإسلامية الكبرى - التي يمكن أن تشمل 55 دولة هل تتصور ؟ يعني قوة ضاربة لا يستطيع أحد الصمود أمامها كونها ستكون عزيزة بعزة الله تعالى

فما بالك إذا لو تذكرنا بالموعود من قيام الخلافة الربانية على منهاج النبوة التي هي أرقى وأعلى فهي الأصل الأصيل لقوله تعالى { إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } وهي دولة الخليفة الراشد المهدي المنتظر إمام آخر الزمان وخاتم الأولياء المحمديين ..

يا عرب ارجعوا وعودوا إلى دينكم فسيعزكم الله تعالى وينصركم على بني الأصفر ..
إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

21 مايو 2019 08:25

الله الله
ابومحمد التجاني
عضو جديد
مشاركات: 4
اشترك في: 04 مايو 2019 15:25
آخر نشاط: 01 يناير 1970 01:00
مكان: الخبر
العمر: 51
اتصال:

21 مايو 2019 10:53

Mohummed
عضو جديد
مشاركات: 16
اشترك في: 10 مايو 2017 07:27
آخر نشاط: 07 فبراير 2018 11:01
مكان: أبوظبي
العمر: 34
اتصال:

21 مايو 2019 10:54

Mohummed
عضو جديد
مشاركات: 16
اشترك في: 10 مايو 2017 07:27
آخر نشاط: 07 فبراير 2018 11:01
مكان: أبوظبي
العمر: 34
اتصال:


العودة إلى “قضايا ساخنة”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائران