صفحة 1 من 1

أكرمك كرامات ثلاثاً جعلك ذاكراً له مذكوراً به ومذكوراً عنده

مرسل: 03 سبتمبر 2017 09:35
بواسطة عبدالله حرزالله
صورة

(أكرمك كرامات ثلاثاً : جعلك ذاكراً له ولولا فضله لم تكن أهلاً لجريان ذكره عليك , وجعلك مذكوراً به إذ حقق نسبته لديك وجعلك مذكوراً عنده فتمم نعمته عليك )

لقد أكرمك الحق تعالى أيها الإنسان كرامات كثيرة وأنعم عليك نعماً غزيرة قال تعالى :{وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} 
وأجل الكرامات وأعظمها كرامات الذكر .
وفي الحديث : " ما من يوم إلا ولله فيه نعم ينعم الله بها على عباده , وما أنعم الله على عبد أفضل من أن يلهمه ذكره "
أو كما قال عليه الصلاة والسلام , ذكره المنذر .

ومرجع هذه الكرامات إلى ثلاثة أمور :

الكرامة الأولى : جعلك ذاكر له , ومن أين لعبد ذليل أن يذكر سيداً جليلاً , ولولا فضله عليك لم تكن أهلاً لجريان ذكره على لسانك .

الكرامة الثانية : جعلك مذكوراً به حيث ذكرك بنفسه حين ذكرته , قال تعالى : { فاذكروني أذكركم } . 

وإذا كنت مذكوراً بسبب ذكره بك فقد ثبتت خصوصيتك عنده , فأي كرامة أعظم من هذه ؟ فقد حقق نسبته لديك حيث أثبت لك الخصوصية , وقال لك : يا وليي ويا صفيي فمن أين أنت وهذه النسبة , لولا أنَّ الله تفضَّل عليك؛ قال بعضهم في تفسير قوله تعالى :
{ ولذكر الله أكبر } أي ولذكر الله لعبده أكبر من ذكر العبد لله .

الكرامة الثالثة : حيث جعلك مذكوراً عنده في الملائكة المقربين ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني , فإن ذكرني في نفسه ذكرت في نفسي , وإن ذكرني في ملأ ذكرته فى ملأٍ خير من مَلَئه , وإن تقرب منى شبراً تقربت منه ذراعاً وإن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً , وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ". وفي حديث آخر :" ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله فيه إلا غشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة , وذكرهم الله فيمن عنده "،وكان يحيى بن معاذ رضي الله عنه يقول :
يا غفول يا جهول , لو سمعت صرير القلم حين يجري في اللوح المحفوظ بذكرك لَمُتَّ طرباً .

________________________________

وإنك تجد هذا الكلام العالي من رقائق دقائق فهوم علوم أهل الله خرجوا بها من تدبراتهم لآية (فاذكروني أذكركم) لو مرَّ غيرهم عليها -أمثالي- لم يجد هذه المعاني الربانية القريبة العهد بالله العظيم الكريم.