رياض الواصلين >> التصوف و السلوك >> مقال (1): في معنى قول الصوفية: قد يكون العلم حجابا

23 ديسمبر 2017 00:58

تعليقا على مقالكم:
http://www.riyadlwassiline.com/viewtopic.php?f=42&t=320&p=1004#p1004

بارك الله فيكم السيد علي.
مقالكم هذا وضع النقاط على الحروف.. وهي أمانة أدّيتُموها، ونصيحةٌ للأمة قدّمتموها.
فعلا يوجد كثير من المعاصرين ممّن تصدّوا لشرح حكم ابن عطاء الله السكندري رغم عدم أهلية أكثرهم لذلك.
إذ هذه الحكم العطائية هي بمثابة دستور للتصوف، فهي تصف السلوك ومراحله ومشكلاته وخصوصيات كل حال ومقام.. بمعنى أنها عصارة لعلم السلوك إلى الله تعالى. لذلك المفروض ألاّ يشرحها إلاّ من حقق الشرطين، كما بمقال أخينا أ.علي: أن يكون في نفسه سالكا واصلا، أي تحقق بمقام المعرفة. وأن يكون مأذونا.
هؤلاء الذين يشرحون الحِكم اليوم معظمهم لم يعرفوا التصوّف حقيقة، لأنهم لم يسلكوا طريقه أصلا، وبعضهم سلكه لكنه لم يصل، فهو مبتدئ السير أو متوسطه. أي أنهم لا تجربة سلوكية كاملة لهم.
لذلك جاء شرح أحدِ أمثلهم وأفضلهم، وهو الشيخ البوطي رحمه الله، ناقصا قاصرا في أفضل الحالات، وفيه أخطاء في حالات أخرى.. لذلك العارفون الكبار أهل هذا الشأن انتقدوا شرح البوطي ولم يرتضوه كله، أمثال الشيخ فتحي السلامي والشيخ عبد الغني العمري.. وأضرابهم.
إن شئتَ أن تتأكد من هذا اقرأ أو استمع لبعض هذه الشروح، ثم اقرأ شرح ابن عجيبة (إيقاظ الهمم) الذي هو في نفسه عجيبة من العجائب.
السلوك سير قلبي وليس تجربة عقلية أو تحليلا فكريا.
وأنا نفسي وقعتُ في هذا الخطأ، فحين انتهيتُ من كتابة مشروعي عن "التقريب بين أهل السنة والشيعة"، بدأتُ مشروعاً آخر في "التقريب بين السلفية والصوفية"، فدخلتُ هذا الميدان بعقلي وعلمي الظاهري، وكتبتُ مقالات فيه.. ثم انتبهتُ إلى أنه لا حقّ لي في هذا التأليف، وأن صاحب تجربة سلوكية روحية كاملة مكتملة هو من يستطيع أن يخوض بحار هذه العلوم والقضايا. فتوقفتُ عن الكتابة في هذا إلى اليوم.
سأنقل هنا هذه المقالات كلها.. وأدعو أخانا الأستاذ علي لقراءتها ونقدها.. وسيرى القراء الكرام واضحاً قصور هذه المقالات ومحدوديتها وأخطاءها.. وأن التصوف ليس شقشقة باللسان، ولا تأملاً بالبرهان.. إنما هو سير نوراني مُحرق، ينتمي إلى دائرة من الإدارك غير الدوائر المعروفة من فهم أو خبر أو حسّ.

/////////
سلسلة نحو تصوف سلفي، أو سلفية صوفية.
السلفية والصوفية فريقان كبيران في الأمة الإسلامية.. لكنهما كثيرا ما كانا متخاصمين غير متفاهمين ولا حتى متعايشين. ولعل من المهمات المستعجلة بالنسبة للفكر الإسلامي المعاصر أن يعمل على التقريب بينهما، بتفهّم مصادر الخلاف وآثاره ومحاولة علاجها. وهو مشروع كبير لابد من إنجازه عوض انتظار اندلاع معارك صوفية- سلفية، على شاكلة الحروب السنية – الشيعية، فنضيف لتاريخ الصراعات الإسلامية- الإسلامية فصولا جديدة من الدماء المعصومة ومن الطاقات المهدورة ومن الشروخ النفسية والاجتماعية.. حلقات مفرغة من التآكل الداخلي للأمة الجريحة.. دفع المسلمون بسببها – وما زالوا يدفعون - ثمنا غاليا من أمنهم وعيشهم ومكانتهم بين الأمم وشهودهم الحضاري. هذه بعض المقالات في هذا الإطار.. تستهدف تحقيق ما يمكن تسميته بـ: التصوف السلفي.
مقال (1):
في معنى قول الصوفية: قد يكون العلم حجابا.

قولهم العلم حجاب قولة صحيحة، رغم أنها في الظاهر مستنكرة. ومعناها أن الانشغال بالعلم فقط يخفي في الغالب رغبة في نفع الذات وشهوة الظهور والشهرة، كما في الحديث أنه يؤتى بالعالم فيقذف في النار لأنه تعلـّم ليقال عالم. ولا يستطيع أحد أن ينكر أن للعلم لذة وأن في النفس رغبة في السيادة بالعلم على الآخرين. وهنا من الواضح أن نية العالم أو المتعلم فاسدة، فيقول له المربون من الصوفية: دع العلم، أي توقف تماما عن التعلم أو التعليم وما يتعلق بهما. وهذا إجراء مؤقت، فهم لا يقصدون بذلك اتخاذ موقف سلبي مبدئي من العلم.
والقصة كلها عند الصوفية تتلخص في أن غاية الإنسان في الدنيا يجب أن تكون رضا الله وحده، فأي شيء يقف في هذا الطريق يكون لا مشروعا ولا محبذا، ولو كان هو العلم الشرعي، بما في ذلك علوم القرآن والحديث (أعني إذا أصبحت هذه العلوم صنعة وسبيلا لأكل الدنيا، لا غير.).. لأنه إذا أصبح هو الغاية كان عمل الإنسان لنفسه لا لربه، وكان له التعب، تعب البدن والعقل، ولا أجر له على الله لأنه لم يقصد وجهه، ولأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا. وهذا منشأ المذهب القديم للفقهاء في عدم جواز أخذ أجرة على إقراء القرآن الكريم وإمامة الصلاة والأذان.. ونحو ذلك. ثم عدلوا عن هذه الفتوى لما خافوا على هذه الفروض من الاندثار، فعدوها من فروض الكفاية وأباحوا الأجر عليها. والشيطان لا يأتي الإنسان في صورة الحرام دائما، بل قد يأتيه أحيانا في صورة الدين أو العلم أو الفضل، فهذا من تلبيسات إبليس التي أوضحها جيدا ابن الجوزي في كتابه الممتع: تلبيس إبليس. وأهل الخير غالبا ما يؤتون من هذا الباب لأن الشيطان يئس من جرهم إلى المعصية، خاصة المعاصي البدنية.. فيدخل عليهم من المعاصي القلبية أو من إفساد النية وتحريفها إلى أغراض أخرى، وهو الرياء الذي سماه الحديث الشرك الأصغر.
فإذا صلحت النية واستقامت عاد هؤلاء المربون وقالوا له: الآن ارجع إلى ما كنت عليه، فعلـّم وتعلم فذلك من أفضل القربات إلى الله.. تماما كما وقع للغزالي الذي دخل في أزمة نفسية عميقة جدا، وهو في ذروة سلطانه العلمي، فقد كان مشهورا ومقربا من السلطان، له تصانيف سارت بذكرها الركبان، وكان يدرّس في أعلى المدارس الدينية: المدرسة النظامية ببغداد حيث يحضر مجلسه من العلماء –ناهيك عن الطلبة- أكثر من أربعمائة.. ثم فجأة كرهت نفسه ذلك، ولازم بيته، ومرض مرضا كاد يودي بحياته. والسبب أنه اكتشف –في لحظة صفاء- أن ذلك كله أو أكثره كان للدنيا لا لله سبحانه، فبدأ يتساءل: ما الداعي لهذا كله، وما هي الغاية من الحياة أصلا، وقد اعترف له الجميع بالإمامة في العلم، لكن ماذا بعد؟ وقد حكى بنفسه قصته هذه في كتابه العجيب (المنقذ من الضلال)، وهو من السير الفكرية النادرة في تراثنا العلمي.
ترك الغزالي العراق، وساح في الأرض وتصوف، ثم دخل الخلوة وتفرغ للتعبد في الأكثر، وإن كان يستجيب أحيانا لرفاقه من الصوفية فيقدم لهم بعض الدروس.. واستمر على هذا المنوال سنين عددا. فلما صفت نيته ولاحظ ذلك منه أصحابه أمروه بالعودة للتدريس والتصنيف وألحوا عليه، فعاد إلى العراق وإلى ما كان عليه. والغزالي هو صاحب القولة الجميلة المشهورة: أردنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله. ذلك أن العلم الحقيقي يهدي صاحبه إلى الله ويزهده في الدنيا، وبقدر نقص العلم يكون التعلق بالدنيا ورغبات النفس، وعلى قدر زيادته ورسوخه يقلّ ذلك. وإن كان يشكل على هذا ما جاء في الأمم السابقة عن العلماء السوء، وفي أمتنا أيضا.. فهؤلاء علماء بشهادة الحديث، لكن علمهم لم ينجهم؟ ويبدو لي والله أعلم أن هؤلاء علماء فعلا، وتصدق عليهم صفة العلم، لكنهم لم يبلغوا العلم الراسخ، فالعلم الراسخ حتما يقرب الإنسان من الله، كما في سورة آل عمران: (والراسخون في العلم يقولون آمنا به، كل من عند ربنا).. والله أعلم.
وقد يكون في الصوفية أو من يدّعون المشيخة بغير تأهيل من يفهم قولة الصوفية هذه باعتبارها عداوة للعلم. هؤلاء لم يفهوا المراد فلا يحتج بهم، وإنما الحجة في الشيوخ الكاملين من أهل العلم والسنة والصفاء، أولائك الذين تلقت الأمة طريقهم بالقبول العام.
والخلاصة أن العلم عبادة عظيمة، وشأنه عند الله كبير.. لكن بشرط خلوص النية لربّ كل شيء: رب العلم، وغير العلم.
يتبع..
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:

23 ديسمبر 2017 04:22


جزاكم الله خيرا دكتور إلياس بلكا الفاضل

اعلم سيدي أن التقريب بين طوائف المسلمين المتنازعين من معاني قوله تعالى ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) سواء تقريب بين السنة والشيعة أو بين الصوفية والسلفية لأن الأمة الإسلامية تحتاج لثقافة - قبول الآخر - ثقافة أن الدين واسع يقبل الجميع وأن التعصب مذموم فيه من جميع الأطراف ولنا أسوة حسنة في سلفنا الصالح متى رأينا صلح علي مع معاوية رضي الله عنهما أو قوله عليه الصلاة والسلام في حق الحسن بن علي رضي الله عنه ( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ) وهذا ما حصل فعلا

التقريب بين المذاهب الإسلامية والإصلاح بين مختلف الطوائف أرى انطلاقته تبدأ من تدريس ثقافة - قبول الرأي الآخر - وبثها في مناهج الناشئة الدراسية خاصة ثم في مختلف مراتب ودرجات التعليم بين فئات الشباب حتى ننهض بشباب أمتنا عقليا وفكريا

نعم قد يكون التأليف في هذا الشأن جيد ومحمود وصاحبه مأجور إن شاء الله تعالى على قدر خلوص النيّة لكن تبقى مشكلة محدودية انتفاع الناس به لكون حال المسلمين اليوم يشكو من انعدام تغذية الفكر بالقراءة وتغذية القلب بذكر الله تعالى ففاقد الشيء لا يعطيه فوقع المسلمون في مشكلة عدم قبول الإنسان الآخر ومشربه ورأيه في الدائرة الإسلامية والمجموعة الإيمانية فضلا عن قبول الآخر المخالف لنا دينا وفكرا بينما فهم سلفنا الصالح هذا منذ القرن الأول الذي هو خير القرون فتنوعت المذاهب الفقهية والمدارس السلوكية في خط موازي مع تمدد الدولة الإسلامية في الشرق والغرب حتى دخل الناس في دين الله أفواجا

أنا أقولها صراحة وهذا رأيي أن الغالبية العظمى من الشعوب العربية خاصة والإسلامية عامة غير ناضجة فكريا ولا واعية عقليا بخلاف المسلمين في الماضي الذين سادوا الدنيا
يعوزهم اليوم قبول ثقافة التنوع والإختلاف فسبب لهم قيود عقلية ومضايق قلبية فلا ريب أن شعوبنا الإسلامية باتت في مؤخرة ركب الحضارة العقلية والعلمية للأمم

أدخل مثلا إلى أي صالون للدردشة أو المناشقة الفكرية والثقافية أو الدينية وسترى المستوى الهزيل في المضمون والمحتوى مع التراشق والسباب والإتهام بين شباب المسلمين وكهولهم حتى بل وشيوخهم حيث أههلكهم الإنتماء إلى الطوائف والفرق يقرؤون في كتب الدين بعين الطائفية والتحزب بما في ذلك عند قراءتهم القرآن الكريم الذي لا يجاوز حناجرهم .. الخ مما هو مشهور

السعي إلى التقريب والصلح بين الفرقاء شأن دأب عليه العلماء العاملون من أهل التقوى والإخلاص قديما وحديثا وألفوا في ذلك تآليف لكن قل القارئون وندر السامعون فكيف مثلا سيقرأ وهابي متعصب كتاب يقرب فيما بينه وبين صوفي ؟ وهو مازال منذ وقوع دمغجة فكره يعتقد أن من القربات إلى الله محاربة الصوفية ومعاداتهم بل يتقرب إلى الله - حسب زعمه - ببغضهم فهل بعد هذا سيتمكن من الصبر قليلا على فهم المخالف ووجهة نظره مع استيعابها وادراكها ؟

لكن في كل الأحوال التقريب والإصلاح فيما بين الناس فضلا عن الإصلاح فيما بين طوائف المسلمين من الأعمال الجليلة ولا يقدر على القيام بها إلا إنسان عاقل مخلص يحب أمته الإسلامية وينشد جمعها وعدم تفرقها .

كيف بأمة قل فيها العقلاء في جميع مناحيها المادية والأدبية قال عليه الصلاة والسلام ( سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة )

قال صلى الله عليه وسلم واصفا سفاهة عقول أدعياء التدين ( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم ... الحديث )

لذلك لما علم صلى الله عليه وسلم خطر هذا الزمان نصح أمته بأمر غفل عنه كثيرون بقوله ( عليك بخويصة نفسك ) لأنه كما قال تعالى ( لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ )

ورد من الأحاديث الشريفة أمر أكثر من هذا وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ قَالَ : فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ مَعَهُ الرَّهْطُ وَالنَّبِيَّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ ) أنظر قوله ( وَالنَّبِيَّ مَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ وَالنَّبِيَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ )

إذن أيها الشيخ العارف أو العالم العالم أو المفكر المصلح لست بأفضل من الأنبياء الذين يأتون يوم القيامة وليس معهم أحد أي لم يتبعهم ويؤمن بهم ويهتدي على أيديهم في دار الدنيا أحد من الناس

التقريب والإصلاح من أساسيات الدعوة إلى الدين ولا دخل لهذا في مسألة فهم التصوف من عدمه لأن مبادئ التصوف مفهومة لدى كل دارس بصدق وباحث بحق وعن طريق تفسير معاني مبادئ التصوف لمنكريه ونفي ما علق به من البدعة والخرافة هو الأمر المطلوب بيانه للسائلين وهو الأمر المعول عليه عند السعي للتقريب بينه وبين من يعاديه

ليس معنى هذا أن نضع التصوف في دائرة الإتهام والمحاكمة كما دأب على ذلك منكروه أو نجعل الطرف الآخر حكما وقاضيا عليه لأنه مجال لا يفهمه ولا يستوعبه فتعين التفهيم قبل الإفحام وكذلك هناك من المتصوفين - غلاة الصوفية - لا يتقبلون الآخر كالوهابي والسلفي لأنه في نظرهم لا يؤمن بطريقهم

وما علموا أن الإسلام دين الله والله واسع عليم ودرجات الإلتزام به متنوعة أو لأنه لا يتقيد بمذهب فقهي من المذاهب الأربعة كأنه فرض واجب لا تصح العبادات إلا به من تركه وقع في المحذور والبدعة أو أن من خالف نهجهم فهو والكافر سيان بل الإسلام أعظم من هذا وأوسع لقوله تعالى ( وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ )

الأمة المحمدية لا تتقيد في صوفي ولا سلفي ولا شيعي ولا معتزلي ولا عامي ..الخ بل تتقيد في قوله تعالى ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )
فكل من نطق بالشهادتين على وجه التصديق والإعتقاد والإيمان بالأحكام وما أخبر الله عنه والكتب والرسل والملائكة واليوم الآخر والقدر فهو مسلم كما ورد في الحديث :

قال عليه الصلاة والسلام ( لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبِعْ بعضكم على بيع بعضٍ وكونوا عباد الله إخوانًا المسلم أخو المسلم لا يظلِمه ولا يخذُله ولا يكذِبه ولا يحقِره التقوى ها هنا - ويشير إلى صدره ثلاث مراتٍ - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرامٌ دمُه ومالُه وعِرضه )

يا أيها المتعصب من جميع الفرق والطوائف - قد حجرت واسعا - فرحمة الله واسعة وفضله كبير والجميع في الحقيقة إخوان في الدين إلا من بغى

كما قال تعالى ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )

قال تعالى في العلاقة بين المسلم والكافر فضلا عن العلاقة بين المسلم والمسلم :

( لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ )

والله أعلم

إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

24 ديسمبر 2017 13:21

يقول عبد الله بن شيخهم محمد بن عبد الوهاب: "ولا ننكر الطريقة الصوفية وتنزيه الباطن من رذائل المعاصي المتعلقة بالقلب والجوارح، مهما استقام صاحبها على القانون الشرعي، والمنهج القويم المرعي"
فاالسلفية يكابرون على الحق ولايريدون الإعتراف به قد رضو لأنفسهم أن يقدمو خدمة جليلة لشيطان ولأعداء الأمة ويحولو دون التعايش
الذي عرفته الأمة الإسلامية على مر تاريخها بين كل الطوائف والمذاهب الإسلامية

كما أن "أهل السنة والجماعة" أصبحوا في عصرنا سنَّة من غير جماعة
لأسباب تعرفونها جميعا..

والخلاصة: أن لا مستقبل لأهل السنة في المشرق العربي خاصة، إلا إذا حدث تغير ثقافي واستراتيجي عميق في بلاد الحرمين التي هي قلب الإسلام ونبعه.
عابرسبيل
عضو نشيط
مشاركات: 44
اشترك في: 15 يوليو 2017 22:49
آخر نشاط: 21 مارس 2018 23:01
مكان: مدينة
العمر: 28
اتصال:

24 ديسمبر 2017 16:46

بارك الله فيكما وجزاكما خيرا.
1- أجدني متفقا تماما مع ما علق به السيد علي. فقد أحسن وأصاب.. كذلك مسألة صعوبة الإصلاح. هذه أيضا اختبرتها، بل ربما لم يكن هذا الإصلاح ممكنا لشدة تمكن الجهل والعصبية والأنا والهوى من الناس.
2- ليتكم سيدي علي تنشرون هذه المناقشة في ركن مفتوح لجميع القراء.. أو تأذنون لي بنقلها هنا وعندي في حسابي بالفيس.
3- كذلك سيد "عابر سبيل".. النص الذي نقلتموه عن الشيخ ابن عبد الوهاب مهم. فهل عندكم مصدره؟
4- أيضا سيدي علي، لم تذكروا رأيكم في قول البعض: العلم حجاب. فإن صحتْ فبأي معنى؟
مع التقدير.
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:

25 ديسمبر 2017 00:22

إلياس بلكا كتب:2- ليتكم سيدي علي تنشرون هذه المناقشة في ركن مفتوح لجميع القراء.. أو تأذنون لي بنقلها هنا وعندي في حسابي بالفيس.


لا حرج سيدي من نشرها سواء في موضوع خاص هنا أو على صفحتكم لكم الخيار


4- أيضا سيدي علي، لم تذكروا رأيكم في قول البعض: العلم حجاب. فإن صحتْ فبأي معنى؟


سوف أجيبكم إن شاء الله تعالى لكن يتبادر لذهني أني العبد الفقير كتبت جوابا أو أجوبة في غير هذا المنتدى على هذا التساؤل لكن نسيت أين بالضبط ؟
إلَهي لا تُعَذِّبني فَإِنّــــي *** مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّــــي
يَظُّنُ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي *** لَشَرُّ الخَلقِ إِن لَم تَعفُ عنّـي
صورة العضو الشخصية
على الصوفي
عضو نشيط
مشاركات: 175
اشترك في: 21 إبريل 2017 03:15
آخر نشاط: 02 يناير 2022 12:51
اتصال:

28 ديسمبر 2017 00:27

مقولة عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب من كتاب "التصوف والاتجاه السلفي في العصر الحديث" للدكتور مصطفى حلمي ص 196
عابرسبيل
عضو نشيط
مشاركات: 44
اشترك في: 15 يوليو 2017 22:49
آخر نشاط: 21 مارس 2018 23:01
مكان: مدينة
العمر: 28
اتصال:

03 يناير 2018 01:44

شكرا لكما.
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:


العودة إلى “التصوف و السلوك”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد