رياض الواصلين >> التصوف و السلوك >> مفاخر الأولياء في محاضر الأنبياء

[على الصوفي]

كتب في يوم الخميس 3 ديسمبر 2015

بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وآله وصحبه

من مفاخر الأولياء في محاضر الأنبياء :

مراتب منها :

- مرتبة الإرادة قال تعالى
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ )

- مرتبة الأحوال قال تعالى
( لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا )

- مرتبة العلوم قال تعالى
( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا )

- مرتبة الكرامات قال تعالى
( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ )
...

[احمد البطش]

لفتات طيبة جزاك الله خيرا

[إلياس بلكا]

رفع الله قدركم سيدي علي دنيا وآخرة.
عندي سؤال تفكرت فيه من حوالي 3 أيام:
قال تعالى: ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ).
هؤلاء الذين تشير إليهم الآية هم نخبة المؤمنين، فهم يدعون الله دائما، ولا يريدون إلاّ وجهه. المفروض إذن أن يكون هؤلاء أسهل الناس في التربية والإرشاد، أي لأنهم مستعدون أصلا لذلك. فلماذا أوصى الله تعالى رسوله بالصبر على هؤلاء؟ وإذا لزم رسولنا الكريم الصبر على هذه النخبة الصالحة، فكيف يفعل مع عموم الناس؟

[على الصوفي]

فلماذا أوصى الله تعالى رسوله بالصبر على هؤلاء؟

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

هو لم يؤمر بالصبر عليهم بل أمر بصبر نفسه معهم

قال ابن كثير في تفسيره على هذه الآية - أنقله لكم -

وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا
وقوله : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) أي : اجلس مع الذين يذكرون الله ويهللونه ، ويحمدونه ويسبحونه ويكبرونه ، ويسألونه بكرة وعشيا من عباد الله ، سواء كانوا فقراء أو أغنياء أو أقوياء أو ضعفاء . يقال : إنها نزلت في أشراف قريش ، حين طلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجلس معهم وحده ولا يجالسهم بضعفاء أصحابه كبلال وعمار وصهيب [ وخباب ] وابن مسعود ، وليفرد أولئك بمجلس على حدة . فنهاه الله عن ذلك ، فقال : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) الآية [ الأنعام : 52 ] الآية ، وأمره أن يصبر نفسه في الجلوس مع هؤلاء ، فقال : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه )

وقال مسلم في صحيحه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي ، عن إسرائيل ، عن المقدام بن شريح ، عن أبيه ، عن سعد - هو ابن أبي وقاص - قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ستة نفر ، فقال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم : اطرد هؤلاء لا يجترئون علينا! . قال : وكنت أنا وابن مسعود ، ورجل من هذيل ، وبلال ورجلان نسيت اسميهما فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقع ، فحدث نفسه ، فأنزل الله عز وجل : ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه )

[أحمد زكي]

جميل جدا.. ماذا عن باقي المراتب سيدي؟

[على الصوفي]

... ماذا عن باقي المراتب سيدي؟

أهلا بكم أستاذ أحمد زكي بارك الله فيكم وجزاكم خيرا

هذه المراتب الأربع هي أصول المراتب : إرادة , حال , علم , كرامة

أي أن للأولياء شأن في حضور الأنبياء من حيث الإرادة حيث جاء الأمر لرسول الله عليه الصلاة والسلام ليصبر نفسه معهم مع ما كان عليه من عبادة ومقام عظيم لا مثيل له لا يصله أحد من الخلق فهذا شرف كبير لأهل الله تعالى إذ يأمر الله تعالى إمام الأنبياء والمرسلين عليه وعليهم الصلاة والسلام بصبر نفسه مع أهل الإرادة الذين يريدون وجه الله تعالى لذلك حمد الله على وجودهم في أمته ومن هنا قال العارفون " الحمد لله على وجود النسبة والحمد لله على وجودنا فيها " فحمدوا حمدين إذ قبل أن تحمد الله على وجودك في الطريقة احمد الله تعالى على وجود الطريق من أصله إذ لو لا وجود الطريق ما وجدت نفسك فيها

ثمّ من حيث الأحوال قال له عندما قص عليه قصة أهل الكهف ( لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ) رغم أنه عليه الصلاة والسلام أعظم الخلق حالا وأقربهم وصلة بالله تعالى فهذا أيضا يعد شرفا كبيرا لأهل الولاية والعرفان لأنك متى مدحت عبدا مقارنة بمن هو أدنى منه منزلة فهذا طبيعي ولا عجب فيه ولكن متى أثنيت على عبد بذكر من هو أعلى وأرقى مقاما منه فهذه هي المنقبة والمفخرة بعينها التي يتعجب منها

ثمّ من حيث العلم حيث ذهب نبي رسول من أولي العزم من الرسل ليأخذ علما على يد ولي من أولياء الله تعالى - باجماع أهل الولاية على ولايته - لا كما ذهب إليه بعض العلماء من حيث كونه نبيّا في ظنهم فهذا مفخرة للأولياء حيث يسافر في طلبهم نبي الله موسى عليه السلام ليشاركهم بعض علومهم رغم علو مقام موسى على مقام الخضر علما وحالا ..

وكذلك في باب كرامة الله لأوليائه تعجب النبي زكرياء عليه السلام مما يجده عند الصديقة مريم وهي ولية عارفة من أولياء الله تعالى فهذا أيضا يعد مفخرة من مفاخر الأولياء لذلك سميت عنوان الموضوع ( مفاخر الأولياء في محاضر الأنبياء )

فذكرنا أصول الطريق الأربعة : الإرادة بداية ثم بعدها يأتي الحال ثم يأتي العرفان وهو العلم ثم تأتي الثمرة وهي الكرامة لكون الثمرة معنى الرزق المعنوي في هذا الباب

[أحمد زكي]

بارك الله فيكم ونفع بكم وبعلمكم