رياض الواصلين >> الإيمان والتوحيد >> كتابي: الغيب والعقل. دراسة في حدود المعرفة البشرية

06 يوليو 2017 23:21

هذا أحد أكثر كتابي انتشارا وقبولا بين القرّاء. وهو يهدف لتقريب بعض أركان العقيدة الإسلامية إلى العقل المعاصر الذي يتميز بالشك والسؤال.

الغيب والعقل. دراسة في حدود المعرفة البشرية.
https://archive.org/details/ghaib-3a9l
يتناول هذا الكتاب موضوع العقل في علاقته مع الوجود الآخر، المحجوب عن أنظار الإنسان، والذي يطلق عليه القرآن الكريم اسم:الغيب.
والحقيقة أن للفظة "الغيب" في الاعتقاد الإسلامي معنيين، هما متقاربان، لكن بينهما بعض اختلاف، بحسب الحيثية المقصودة:
أ -فمن حيث الدلالة على "الزمان"، يعني الغيب كل ما خفي على علم الإنسان من أمور الماضي والحاضر والمستقبل. وهذا هو المقصود بهذه الآيات ونحوها: (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك)، (هود آية رقم 49)، (ولو كنت أعلم الغيب، لاستكثرت من الخير) ( الأعراف 188) ... ثم يوجد عرف في التراث الإسلامي، بل حتى في لغة التخاطب العادية للمسلمين، يحصر الغيب في شؤون المستقبل خاصة.
ب -ومن حيث الدلالة على "المكان"، يعني الغيب عالما ووجودا خاصا لاتصل إليه حواس الإنسان وطاقة عقله، وذلك كوجود الله سبحانه، الذي لايحويه مكان، وعالم مابعد الموت، والآخرة وعجائبها، وبعض المخلوقات التي لا نشاهدها كالملائكة... وغير ذلك مما طلبت الشريعة منا أن نُصدق به، وأطلقت على هذا التصديق اسم: الإيمان.
فهذا مجرد تقسيم تقريبي لأنواع الغيب... تُلجئ إليه ضرورة البحث، لاغير.
فأما الغيب بالمفهوم الأول- وخاصة دلالته على المستقبل- فهو موضوع بحث أكاديمي أنجزته وتوسعت فيه بما لا أظن أن أحدا سبقني إليه، وللّه الحمد والمنة. ولذلك لم أتعرض هنا لشيء يتصل بهذا النوع من الغيب، ولو بكلمة. وأما الغيب الذي هو عالم، فهو موضوع كتابي هذا. لكنني لم أشأ أن أنحو به إلى وصف هذا العالم وما فيه من الكائنات والمخلوقات... على نحو ما تقدمه كتب "العقائد الإسلامية" المعروفة. فهذا باب كثر فيه التأليف، ولا حاجة إلى تكراره. وإنما كان غرضي الأساس هنا أن أعقد نوع محاكمة للعقل الإنساني، نعرف فيها طبيعة العقل، ولأي شيء يصلح، ومتى يجوز له التقدم، وأين يلزمه التوقف... وما هي علاقة العقل بالمعرفة الدينية، وأيهما يحكم على الآخر، أم لكل واحد منهما مجال لايتعداه ونطاق لايخرج عنه ... وما عالم الغيب وما حقيقته، وكيف علاقته بعالمنا المادي المباشر... وهل للعقل البشري قدرة على اختراقه وفهمه، أم ذلك موكول للدين وأهله.. وغيرها من الأسئلة.
ولهذا قسمت هذا الكتاب إلى بابين: عرضت - في الباب الأول- لقضية "الحدود المعرفية للعقل الإنساني"، كما رآها بعض أعلام الفلسفة الأوربية، منذ عهد اليونان إلى عصر كانط خاصة. ثم تناولت القضية ذاتها عند بعض مفكري الإسلام الكبار...وكل هذا على وجه الاختصار الذي قد يعتبره بعض القراء مخلا بالمقصود.
أما الباب الثاني فحديث متشعب الجوانب عن عالم الغيب، وصلة العقل به. حرصت أن آتي فيه بجديد مفيد، وألاَّ يكون على النمط المعهود في تناول هذا الموضوع. فإن أصبتُ، فهو فضل من الله سبحانه؛ وإن أخطأت فأستغفره وأتوب إليه.
وقد درست في هذا الباب مفهوم الغيب وسعته، وقيمة الإيمان به، وأثر هذا الإيمان في الحياة... وبحثت بعض مظاهر قصور العقل في تهجمه على الغيبيات، وأسباب ذلك. ثم ختمت ببعض النماذج من عالم الغيب الواسع، والتي تعتبر -إلى اليوم- من ألغاز الكون التي لاحلّ لها، والتي تبين بوضوح حدود العقل وضعفه.
لست أزعم في هذه الدراسة أنني أحطت بالإشكال المعقد الذي هو علاقة الغيب بالعقل، ولا أنني أجبت عن جميع الأسئلة التي يثيرها... فليعتبر القارئ الكريم أن هذا الكتاب مدخل للموضوع ومقدمة يستعين بها على تعميق البحث والدرس في قضية خطيرة طرحتها كثير من الأمم والعقول... قضية لا تزال لحد الآن تشغل بال الكثيرين من أهل العلم والدين والسياسة.. في دنيا المسلمين، ودنيا غيرهم أيضا.
أحمد الله تعالى علـى عونه وتوفيقه وأصلي وأسلم على نبيه وآله.
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:

08 يوليو 2017 15:57

فعلا أستاذي كتاب مفيد جدا ، جعله الله في ميزان حسناتك .
حنان المطيشي
آخر نشاط: معلومات غير متوفرة


العودة إلى “الإيمان والتوحيد”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد