رياض الواصلين >> الحديث وفقه السيرة >> خمس قضايا مقترحة للبحث في الحديث النبوي

11 يونيو 2019 02:46

هذه قضايا أقترح أن يدرسها الباحثون الشباب، إما في إطار بحث رسمي كالدكتوراه، أو في إطار بحث حر يريد به صاحبه وجهَ الله سبحانه:
1-ترتيب أشراط الساعة:
دراسة في الأحاديث وفقهها. أي تجمع أحاديث أشراط الساعة، خاصة الوسطى والكبرى.. وقد تكفلتْ كتب خاصة بهذا. فالجمع سهل. لكن إشكال البحث هو في ترتيب بعض الأشراط: مثلا هل المهدي قبل الدجال أم بعده؟ هل النار التي تخرج الناس بعد عيسى أم قبله؟ فمن دراسة للأحاديث وأسانيدها إلى دراسة لما قاله شُرّاح الحديث وآرائهم في الترتيب، وبينهم خلافات ومناقشات جدية في هذا المجال.. من هذا وذاك ستقدّم أصحّ صورة بإذن الله تعالى لترتيب الأشراط. أما أهمية الموضوع فلأن الساعة قريبة جدا، ولعل بعض الأشراط الوسطى، وربما حتى الكبرى، نشهدها نحن أو يراها أبناؤنا. والله أعلم.
2-تحقيق شرح ابن العربي لسنن الترمذي:
المسمى عارضة الأحوذي. فهذا شرح مهم، لكن لم يحقق إلى الآن تحقيقا علميا، الطبعة الموجودة مليئة بالأخطاء، وغير محققة، حتى لو زعم أحدهم أنه حققها. وهذا لا يخفى على أهل الاختصاص.
3-ما تلقته الأمة بالقبول:
توجد أحاديث ضعيفة الأسانيد، لكن جمهور الأمة وأكثر علمائها يعملون بمقتضاها. هذا عند بعض المحدثين يرفع الحديث من الضعيف إلى الصحيح. مثاله حديث: أُمرت أن احكم بالظاهر والله يتولى السرائر. والبحث هو جمع هذه الأحاديث وبيان ما فيها من علوم، وقبل ذلك التمهيد بدراسة مصطلحية للموضوع.
4- أبو هريرة:
جزى الله خيرا عنا هذا الصحابي الجليل الذي كان سببا كبيرا في حفظ السنة، ومعروف أنه تعرّض للهجوم من قديم. فالفكرة هي دراسة أحاديث أبي هريرة من جهتين:
أ-دراسة أسانيدها، أي بالمقارنة مع غيره من رواة الصحابة. نجد أن قسما كبيرا جدا يوافقه فيه صحابي ما، أي أن أكثر أحاديث أبي هريرة رواها غيره من الصحابة، فهو لم ينفرد بها. هذه الدراسة يُستعان فيها بمسند أحمد، بالجزء الخاص بأحاديث أبي هريرة، فهي مجموعة وبالهامش أحكام الشيخ شاكر وغيره.
كما أن روايته لبعض الأحاديث (كهلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش) سيوضح أنه لم يكن يحابي أحدا. كما أن بعض أحاديثه يحبها الشيعة رغم أنهم يردّون روايته، لكنه الهوى. كحديث لو كان الإيمان بالثريا لناله رجال من فارس. هذا جاء عن أبي هريرة، والطريف أن الإمامية، خاصة الفرس، يستشهدون بهذا الحديث دون أن يذكروا راويه.
يمكن الاستئناس هنا بعملين: الأول هو لابن الوزير في كتابه الهائل "العواصم والقواصم"، حاول أن يطبق هذا المنهج الذي اقترحته، وهو بالمناسبة زيدي، لكنه انتهى إلى نتائج إيجابية بخصوص مرويات أبي هريرة. والثاني هو لابن الجوزي في "كشف مشكل الصحيحين"، فقد خصص جزءا كبيرا من الكتاب لمشكلات مسند أبي هريرة.
في النهاية يمكن طبع البحث الذي سيكون عبارة عن دراسة حديثية وموضوعية لكافة أحاديث أبي هريرة. فيكون عندنا مسند أبي هريرة، مع تخريج الأحاديث ومقارنتها بغيرها. ومع شرح تفصيلي خاصة للأحاديث المشكلة. وفصل في التقديم يكون شاملا.
هذا أفضل ردّ على الذين يهاجمون أبا هريرة، ويقصدون من وراء ذلك هدم السنة الشريفة المعظمة.
5-السواد الأعظم:

جمع أخبار السواد الأعظم في أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام وفي الآثار، ودراسة أسانيدها، ثم بيان أحكامها. وأهمية الموضوع أن الفترة القادمة فترة فتن تدع الحليم حيرانا. والأحاديث أوصتْ بالتمسك بما عليه السواد الأعظم من المسلمين. فما هو، وماذا يعني نبينا بذلك؟
والله الموفق.
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:

14 يونيو 2019 23:50

أخبرني أحد الأصدقاء أن الموضوع الأول فيه أطروحة علمية منشورة، وموجودة على النت. لم أطلع عليها بتفصيل، لكن يبدو أنها أوفتْ بالغرض أو ببعضه.
إلياس بلكا
عضو نشيط
مشاركات: 204
اشترك في: 22 إبريل 2017 14:35
آخر نشاط: 21 يونيو 2019 22:34
العمر: 55
اتصال:


العودة إلى “الحديث وفقه السيرة”

الموجودون الآن

المستخدمون الذين يتصفحون المنتدى الآن: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين وزائر واحد