صفحة 1 من 1

فضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

مرسل: 28 أكتوبر 2017 10:51
بواسطة المسكي

لبسم الله الرحمن الرحيم

أفضلُ الأزمان زمانهُ صلّى الله عليه وسلّم، وقال العارفون بالله أهلُ التحقيق أنّ الله تعالى أقسم بعصره صلّى الله عليه وسلّم في سورة العصر حين قال عزّ وجلّ ﴿وَالْعَصْرِ﴾. (1). وهي إشارة إلى فضلِ عصره على سائرِ الأعصار. وذلك أنّه صلوات الله وسلامه عليه سيّد الأوّلين والآخرين ومظهر اسم الله الجامع الرّحمانيّ، ولهذا كانت الصحبةُ أفضلُ ما خصّ به الصحابة رضوان الله عليهم، وكانوا أفضل النّاس بعد الأنبياء عليهم السلام. فالأنبياء عليهم السلام، كذلك لهم ذاتيةٌ منه صلّى الله عليه وسلّم، فهو مظهرُ جمعهم، وهم منهُ كلّ بحسبِ اسمه ورتبته وخصوصيته أي الأنبياء عليهم السلام. ففازوا منهُ بالذاتية والنبوّة كونُهم ذاتيون من نبوّته ومظهرٌ لها صلّى الله عليه وسلّم، وكان الصحابةُ على أقدامِ الأنبياءِ بزيادة تخصيصٍ على باقي الأولياء والصالحين المتأخرين عنهم في الزّمان بخصوصية الصحبة الذاتية للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم. ففازوا بفضلِ الصحبة فكانوا أفضل الناس بعد الأنبياء.

فإنّهم فازوا بالأسماء وراثةً منه وهو مظهرُ الإسم الجامع الرّحمانيّ عليه الصلاة والسلام، وفازوا بالذات كذلك بصحبته العينية الشبحية (الذاتية) صلوات الله وسلامه عليه. ومن هنا تفهمُ قول الشيخ الأكبر المحقّق الأكبر رضي الله عنه " فاز الصحابة بالذات وفزنا نحنُ بالإسم ". فما اجتمع فيهم بكونِهم جزءٌ منه صلّى الله عليه وسلّم أي الصحابة - فكانوا مظاهر الأسماء المنبثقة من الحقيقة المحمديّة مع اختصاصِهم بالأوّلية بكونِهم من تعيّنه الذاتيّ صلّى الله عليه وسلّم-، ما اجتمع في الصحابة اجتمع في الأولياء وتفرّق عليهم بالإسم فقط، لا بخصوصية التعيّن الذاتيّ المحمّدي. ومن هنا يمكنُك فهمُ كثيرِ من الحقائق والمراتب والتخصيصات. والله اعلى وأعلمُ.




_______
26-10-2016